كشفت أبحاث جديدة، أنّ الزرافات قد تطوّرت رقابها الطويلة وسيقانها على نحو غير عادي لتنظيم الحرارة، ووفقا للباحثين، فإن شكلها يمنحها فوائد تنظيم الحرارة للبقاء على قيد الحياة في المواطن القاحلة التي يفضلونها، ومع ذلك، فإن الباحثين ليسوا متأكدين من سبب تطور رقبتها الطويلة، ولكن كان يمكن أن يكون مزيج من حيث يمنحها وصول أفضل إلى أعلى إلى الغذاء، وهو التفسير الأكثر قبولا على نطاق واسع، فضلا عن تنظيم الحرارة.

وافترض الباحثون في جامعتي وايومنغ وبريتوريا، أن الزرافات قد تطوّر شكلها من أجل تحقيق أكبر قدر من فقدان الحرارة عن طريق ارتفاع مساحتها السطحية إلى نسبة كتلة ، أن ارتفاع مساحة السطح إلى نسبة كتلة يعني أن الحيوان لديه مساحة أكثر يمكن من خلالها أن تفقد الحرارة، وهو أمر مهم في المناخات الحارة جدا، ولمعرفة ما إذا كان هناك أي حقيقة وراء هذه الفرضية، قام الباحثون بحساب مساحة سطح الزرافات، والتي لم تكن مهمة سهلة، وقد حسبوا المساحة السطحية للرأس والرقبة والجذع والساقين العليا، والساقين السفلية لدى 30 زرافة من الذكور و 30 زرافة من الإناث في جنوب شرق زيمبابوي، وتراوح وزن الزرافات بين 141 “310” و 1,358 كيلوغرام “2,993 رطل”، فتم قياس كل زرافة من حيث كتلة الجسم، كتلة الأطراف المختلفة، مساحة سطح الجسم، مساحة السطح الأطراف المختلفة، وأخيرا مساحة السطح إلى نسبة كتلة.

ووجد الباحثون أن مساحة السطح النسبية “سم مربع لكل كيلوغرام من منطقة الجسم” لدى الزرافات تتناقص مع التقدم في السن، وأن متوسط  إجمالي مساحة جسم الزرافة لا تختلف اختلافا كبيرًا عن الثدييات ذات الوزن المماثل، وذلك لأن المنطقة الإضافية من الرقبة والساقين كان يقابلها منطقة جذع أصغر، وعلى الرغم من هذه النتائج، يقول الباحثون أن قطر الرقبة والساقين السفلية الضيقين من شأنها تعزيز معدل الحمل الحراري والتبخر وفقدان الحرارة والحد من الحمل الحراري لـ"الأشعة الشمسية" عندما تواجه الزرافة الشمس، وكتب الباحثون في الدراسة "لقد خلصنا إلى أن الزرافات ليس لديها مساحة جسم كبيرة بشكل غير عادي لكتلتها، ولكن شكلها يمنح فوائد أخرى للحرارة والتي لها مزايا مثل البقاء على قيد الحياة في المواطن القاحلة التي يفضلونها".