واشنطن - العرب اليوم
أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن أجهزة التصوير الصوتي "السونار" التي تستخدمها السفن والمروحيات العسكرية، تغير سلوك الغوص الخاص بحيتان "كوفييه" ذات المنقار، وتزعجها أثناء البحث عن الطعام.
الدراسة أجراها باحثون بمؤسسة علوم البيئة البحرية وأبحاث القياس الأمريكية، ونشروا نتائجها، اليوم الثلاثاء، في دورية (Royal Society Open Science) العلمية.
وتعيش حيتان "كوفييه" ذات المنقار في جميع المحيطات، وزوّد الباحثون 16 حوتًا منها قبالة سواحل جنوب كاليفورنيا بأجهزة بث، وراقبوا رد فعلها على أصوات أجهزة صدى الصوت "السونار"، خلال التدريبات العسكرية.
ووجد الباحثون أن هذه الأصوات تطيل فترات الغوص عندما تكون الحيتان معرضة لنبضات صوتية.
وتظل حيتان كوفييه فترة أطول تحت سطح الماء تصل إلى 90 دقيقة في المتوسط بدلًا من 60 دقيقة خلال مرحلة الغطس العميق، ويرجح الباحثون أن ذلك بسبب تجنب الحيتان الموجات الصوتية عند قاع المحيط.
ويرجح الباحثون أيضًا أن هذه الحيوانات تضطر أيضًا للبقاء فترة أطول فوق سطح الماء جراء فترة الغوص الطويلة، وأصبحت الفواصل بين الغوص الأعمق الذي تبحث الحيتان خلاله عن غذاء أطول هي الأخرى.
وحذّر الباحثون من أن ذلك يمكن أن يضعف الحيتان على المدى الطويل، لكن الدراسة لم تستطع توضيح سبب جنوح بعض الحيتان قرب المناطق التي يستخدم فيها السونار الذي تعتمد عليه السفن في الكشف عن أي أجسام غريبة تحت سطح البحر من خلال تقنية صدى الصوت.
وأوضح الباحثون أن سلوك الحيتان يدل على تكيفها مع هذه التقنية، وأن الحيتان تتجنب السفن ولكنها تفاجأ بسونار المروحيات.
والسونار هو جهاز استشعار، يستخدم الموجات الصوتية لتحديد مواقع الأشياء تحت سطح الماء، ويسمى أيضًا "المسبار البحري".
ويستعمل هذا الجهاز في الطائرات والسفن الحربية، لتحديد مواقع الغواصات المعادية، كما يستعمل في السفن العاديّة لمعرفة عمق المياه من تحتها.
وتستعمل الطائرات جهاز السونار أيضًا للكشف عن الغواصات، حيث يتم إنزال السونار عبر كبل إلى الماء، وكذلك تستطيع الطائرات إسقاط وحدات تسمى العوّامات الصوتية، يتم التقاط إشاراتها بواسطة الراديو.
كما تستخدم سفن الصيد السونار لتحديد مواقع أسراب الأسماك، أما شركات انتشال السفن، فإنها تستعمله للعثور على حطام السفن الغارقة.