لندن – العرب اليوم
أنجزت قردة تشبه قردة الكابوتشين الحالية عملا فذا مثيرا للدهشة في عبور ما لا يقل عن 160 كيلومترا من المحيط المفتوح قبل 21 مليون عام للانتقال من #أميركا الجنوبية إلى أميركا الشمالية قبل عصور من التحام القارتين معا.
وقال علماء إنهم "توصلوا إلى هذه النتيجة بناء على اكتشاف سبعة أسنان صغيرة خلال عمليات التنقيب في إطار توسيع قناة بنما، مما يثبت أن هذه القردة وصلت إلى قارة أميركا الشمالية في وقت سابق بكثير عما كان يُعتقد من قبل.وتخص هذه الأسنان أنواعا من القردة متوسطة الحجم لم تكن معروفة من قبل. وكانت أميركا الجنوبية معزولة في ذلك الوقت عن باقي القارات مع تطور مجموعة غريبة من الثدييات هناك، فيما وصفه عالم الحفريات في القرن العشرين جورج جيلورد سيمبسون بأنها "عزلة رائعة."
ولكن كيفية قيام تلك القردة بهذا العمل الفذ أمر مازال غامضا قليلا.
وقال أمين علم الحفريات للحيوانات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي في فلوريدا جوناثان بولتش إن "بنما كانت تمثل أقصى الطرف الجنوبي لقارة أميركا الشمالية في ذلك الوقت، وربما عبرت سباحة ولكن هذا كان سيتطلب قطع مسافة تزيد عن 100 ميل وهو عمل صعب بالتأكيد، فمن المرجح أنها عبرت على حصائر من النباتات".
وأضاف بلوتش إنه "على حد علم أي شخص فإن تلك القردة كانت الثدييات الوحيدة التي تمكنت من عبور الممر المائي من أميركا الجنوبية إلى ما يعرف باسم بنما، وعلى الرغم من نجاح القرود الكسلانة البرية الضخمة في أميركا الجنوبية من الوصول إلى الشمالية قبل نحو تسعة ملايين عام، فإن برزخ بنما لم يتشكل إلا قبل نحو 3.5 مليون عام مما سمح الى الحيوانات في بدء التدفق بأعداد ضخمة بين القارتين في واحد من أكبر العمليات المسجلة لاختلاط الأنواع".
وتابع بلوتش إن "معرفة أن القردة عاشت آنذاك في أميركا الشمالية تعد أحدا لاكتشافات التي يصعب فهمها لأنه كان من المسلم به منذ فترة طويلة أنها لم تكن متواجدة هناك في ذلك الوقت".
وسيكون الأمر مثل معرفة أن حيوانات الكانجارو والكوالا الاوسترالية تعيش في براري آسيا.
ونشأت القرود أصلا في افريقيا ثم انتقلت فيما بعد لمناطق أخرى من العالم. ويعتقد العلماء إن "القرود قامت برحلة حتى أطول عبر المحيط ربما قبل 37 مليون سنة عندما انتقلت من افريقيا إلى أميركا الجنوبية وربما على أشياء عائمة".