الجزائر ـ العرب اليوم
عرفت الجزائر في بداية التسعينيات ومع احتدام الأزمة الأمنية في البلاد، انتشار ظاهرة صيد بعض أنواع الطيور بمناطق مختلفة بالجنوب الجزائري، خاصة بولاية البيض والأغواط والجلفة، وصولا إلى بسكرة والمسيلة المعروفة بتكاثر طائر الحبارى فيها· وقد أثار هذا الأمر استياء المدافعين عن شؤون البيئة، وزادت الأمور تعقيدا بعد اغتيال الأمير الشاعر طلال عبد العزيز الرشيد ناشر ورئيس مجلس إدارة مجلة ''فواصل'' في ديسمبر 2002 بولاية الجلفة· وفي الوقت الذي تتحدث مصادر عن شروع عدد من أمراء دول خليجية في صيد وقنص الحبار بمناطق مختلفة بولايتي البيض والأغواط، أطلق مركز الإمارات لتكاثر الطيور والمحميات 500 طائر حبارى الأسبوع الماضي في المحميات الطبيعية بولاية البيض بالقرب من مدينة الأبيض سيدي الشيخ· وحضر عملية إطلاق الطيور رئيس المركز والدكتور نايجل كولار ممثل المنظمة العالمية لحياة الطيور، بمشاركة المديرية العامة للغابات ممثلة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، وممثلون عن وزارة الزراعة والولاية ورؤساء جمعيات الصيادين وعدد من المهتمين بالحياة البرية· وفسّر الكثير من المهتمين بشؤون البيئة هذه المبادرة بأنها محاولة من أمراء الخليج توفير طيور الحبار بشكل معتبر قصد تمكينهم من ممارسة نشاط الصيد وقنصها· وغالبا ما تتشكل مواكب الصيد لهؤلاء من سيارات متنوعة من نوع الرباعية الدفع، بالإضافة إلى توفرها على شاحنات عبارة عن مساكن مجهزة لإيوائهم· ويحظى بعضهم بحماية خاصة من قبل عناصر الأمن، بعد العملية الإرهابية التي استهدفت الأمير الشاعر طلال عبد العزيز الرشيد سنة 2002 بولاية الجلفة· وأكد رئيس المركز حرصه على توفير الظروف المناسبة التي تساهم في الحفاظ على طيور الحبار وإكثار أعدادها في الطبيعة، خاصة في مواطنها الأصلية· وقد عمل المركز على تأسيس مركز لتربية وتكاثر طائر الحبارى ببلدية الأبيض سيدي الشيخ بهدف إعادة تأهيل وانتشار هذا النوع من الطيور البرية المهددة بالانقراض والمحافظة على هذه السلالة من الطيور الفريدة بخصائصها التي تعيش في المناطق القاحلة، ضمن إطار اتفاقية الشراكة بين المديرية العامة للغابات الجزائرية مع مركز الإمارات لتكاثر الطيور والمحميات· وتمت عملية إطلاق الحبارى البرية على عدة مراحل، وفي أماكن مختلفة اختارها المركز بناء على دراسات تراعي طبيعة المنطقة ومدى ملاءمتها للبيئة الحياتية لطائر الحبارى، وتسمح بتوزيع هذا النوع من الطيور بشكل جيد وتوفر نظام تغذية بطريقة صحيحة وطبيعية· يذكر أنه تم إعداد مخطط للصيد يحدد الأصناف المعنية بالتنمية، بالإضافة إلى تحديد المساحة والظروف المناخية الملائمة لتكاثرها، وهو مشروع يهدف إلى حماية مختلف الأصناف الحيوانية في طور الانقراض، بالإضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لممارسة النشاطات الصيدية وتحريك الجوانب الاقتصادية والسياحية المرتبطة بها والتي منها تطوير وتنمية المصيدات على مستوى مراكز الصيد المتوزعة بشمال وغرب الوطن·