روما ـ ريتا مهنا
طالب الرئيس السابق للصندوق العالمي للطبيعة كلود مارتن، قادة العالم وخبراء البيئة بالتركيز على حالة الغابات الاستوائية المطيرة، مشيرًا إلى أنَّ الاهتمام بهذه المسألة قد تراجع من الأجندة السياسية بالرغم من أن العالم "ليس بعيدًا عن نقطة تحول خطيرة".
وبيَّن مؤلف كتاب "حول الغابات الاستوائية"، في حفل إطلاق الكتاب في روما، أنَّ العالم تجاهل محنة الغابات ووصفها بأنها "حيوية لمستقبل البشرية"، مشددًا على أنَّ الحكومات بحاجة "للاستيقاظ".
وأضاف: اختفت الغابات المطيرة الاستوائية من على شاشات الرادار السياسي، بعد أن كانت في مركز المناقشات البيئية في الثمانينات والتسعينات، مشيرًا إلى أننا بحاجة إلى تجديد الإرادة السياسية لتحريك الضمير العالمي بشأن هذه المشكلة.
وشدد المدافع عن الطبيعة على أنَّ الحكومات تركز على القضايا البيئية الأخرى، وكأن مشاكل الغابات قد اختفت، في حين أنها تزداد سوءا كل يوم.
وتابع: في حين تغطي الغابات الاستوائية المطيرة في العالم 16 مليون كيلومتر مربع من الأرض لكن يتم تدمير منها مساحة تقرب من مساحة سويسرا سنويا بسبب الزراعة.
وجاء إطلاق الكتاب بعد يومين من لقاء جمع بين المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وطلبا من وزراء البيئة بالالتزام الواضح لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وعُقد ذلك الاجتماع قبل قمة الأمم المتحدة في باريس في وقت لاحق من العام الجاري، التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق عالمي جديد بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأضاف مارتن أنَّه "لا تزال حوالي نصف الغابات الاستوائية المطيرة في العالم سليمة، لكن إذا لم ننجح في حمايتها، فإن الانقراض الجماعي سيصبح حقيقة واقعية في حياة أطفالنا وأحفادنا".
ويوفر كتاب "On the Edge" صورة لوضع الغابات المطيرة وقدرتها للمساهمة في إدارة خطر تغير المناخ، ويجمع بين صور الأقمار الصناعية والبيانات التي تم جمعها علي يد الخبراء للتنبؤ بالمستقبل المحتمل للغابات على مدى العقود القليلة المقبلة.
وأوضح مارتن أنَّ الأمل يستند على الغابات الاستوائية المطيرة، إذ يمكن أن تمتص نصف انبعاثات الوقود الأحفوري، ولكن الغابات أصبحت ضحية تغير المناخ بسبب زيادة مستويات الجفاف.