جانب من بقر البحر في الساحل الغربي للخليج

في وقت سابق من الشهر الماضي، قامت كلّ من إكسون موبيل للأبحاث قطر، وقطاع المحميات الطبيعية- المكتب الهندسي الخاص بمهمّة ميدانية على مدى يوم كامل لتحديد موقع بقر البحر (الأطوم) الحيّة قبالة الساحل الغربي لقطر كجزء من جهود جمع البيانات المتواصلة لتكوين فهم أفضل لتوزيع ووفرة وسلوكيات بقر البحر (الأطوم) في قطر. وتأتي تلك الجهود في إطار اتفاقية متعددة الأطراف وقّعت عام 2014 بين إكسون موبيل للأبحاث قطر وجامعة قطر وجامعة تكساس آي أند أم في جالفستون، ودعم من قطاع المحميات الطبيعة- المكتب الهندسي الخاص ووزارة البيئة.

وقد أثمرت المهمة الميدانية عن توثيق بالفيديو والصور لأبقار البحر، بينما كانت تتنقّل وتتغذّى في المنطقة، الأمر الذي يشكّل المرة الأولى التي يتمّ فيها توثيق وجود حيوانات حيّة كجزء من جهود البحوث الحالية.

وتحدّثت الدكتور جنيفير دوبونت، مدير شؤون الأبحاث في إكسون موبيل للأبحاث قطر عن المهمّة قائلة: "من المشوّق للغاية بالنسبة لنا كباحثين وعلماء أحياء بحريّة أن نتعرّف مباشرةً على تلك المخلوقات المدهشة، وأن ندرس سلوكياتها عن كثب. لقد سررنا للغاية بالبيانات التي تمكّنّا من جمعها من بحوثنا حول حيوان بقر البحر حتّى الآن، وسنواصل بذل كلّ الجهود الممكنة لضمان حماية تلك الحيوانات النادرة في بيئتها الطبيعية، وذلك بالتعاون مع جامعة قطر وجامعة تكساس آي أند أم جالفستون، وبدعم من قطاع المحميات الطبيعة من المكتب الهندسي الخاص ووزارة البيئة".

ويقدّر عدد أبقار البحر التي رصدت قبالة الساحل ضمن المجموعة الكبيرة بحوالي 300 إلى 500 فرد، التى شكّل الكثير منهم أمّهات وعجولا صغارا.

وتدلّ دراسة السلوكيات التي أجريت على حيوان بقر البحر في أستراليا بأنّ الأمهات تتميّز بتفاعلها الكبير مع صغارها، إذ تبقى قريبة منهم خلال تنقّلهم في المياه. وبعد 18 شهراً، ينفطم العجل عن أمّه، ويبقى عادة إلى جانبها إلى حين ولادة العجل التالي. وتدلّ سلوكيات بقر البحرهذه، بالإضافة إلى ميلها للبقاء ضمن مجموعات، بأنّها حيوانات اجتماعية للغاية، وقد لوحظ تكراراً بأنّها تتواصل بين بعضها الآخر عن طريق الصفير والنباح والزقزقة.

الأطوم أو بقر البحر هي ثدييات بحريّة نباتية تتمتّع بمدى عمري طويل، قد تنمو إلى طول يناهز الثلاثة أمتار وقد يتجاوز عمرها الـ70 عاماً. يقدّر تعدادها في الخليج العربي بـ 6000 فرد، وبذلك يعتبر ثاني أكبر تجمّع لبقر البحر في العالم بعد أستراليا. تضمّ قطر اثنين على الأقل من مواطن بقر البحرالثلاثة الهامّة في الخليج العربي، وهي بالتالي تقع في موقع إستراتيجي لكونها ملاذا آمنا لهذه الكائنات المميّزة ولأهمّيتها الحاسمة في بقائها.
وقد صنّف الأطوم ضمن الكائنات المهدّدة بالانقراض وفق تصنيف الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، حيث تشمل التهديدات الحديثة التي تتعرّض لها الأحداث الطبيعية كالإجهاد بسبب البرد والتكاثر الطحلبي، بالإضافة إلى التهديدات البشرية كالصيد والصيد الثانوي، والارتطام بالمراكب والسفن، ومشاريع التطوير الساحلية التي تؤدّي إلى تدمير موطنها.

ومن خلال هذا المشروع تمّ الإبلاغ حتّى الآن عن العثور على أكثر من 14 حيوانا ميتاً بسبب الجنوح، مّما يدلّ على أنّ هذه الكائنات تتعرّض لتهديدات حقيقيّة في المياه القطريّة.. وبالتالي، سوف يترّكز العمل في المستقبل على جمع بيانات لدعم جهود الإدارة المنكبّة على حماية هذه الثدييات البحريّة المميّزة.