مسقط ـ العمانية
تنفرد ولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية بوجود طبيعة ساحرة وأماكن سياحية عدة ساهمت في تنشيط الحركة السياحية وجذب السياح من داخل وخارج السلطنة.
فبالإضافة إلى الأماكن الجبلية التي تحتوي على البرك المائية والواحات الخضراء الجميلة، توجد في الولاية الصحاري ذات الرمال الذهبية الناعمة التي تستقطب المعجبين والمرتادين، وأهم ما يميز هذه الولاية وجود محمية حديقة السليل الطبيعية المأخوذ تسميتها من صوت الغزال وقد أعلنت المحمية بموجب مرسوم سلطاني رقم 50/97.
تقع المحمية في الشمال الشرقي من ولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 220 كيلو مترا مربعا وهي عبارة عن ساحة واسعة من البيئة السهلية المغطاة بأشجار السمر والغاف، وتبعد عن مركز المدينة حوالي 10كيلومترات.
وتمتاز محمية السليل ببيئة واسعة وفضاء بهي وأشجار متناثرة من أصناف (السمر والغاف والثرمد والشوع والأثل) وهي نباتات يستخدم بعضها في العلاج المحلي، كما تعد المحمية مرتعاً غذائيا مناسبا للحيوانات البرية المختلفة التي تتكاثر بها، وأهم ما يوجد بها الغزال العربي والأرنب البري والثعلب البري والوعل العربي والقط البري (السنمار) وحيوانات أخرى اتخذت من هذه البيئة موطنا لها كالثعلب الأحمر والنسر المصري وغيرها من الحيوانات النادرة.
ويوجد بالمحمية مركز للبحث البيئي من شأنه صون الطبيعة والحياة الفطرية، كما يوجد بها مشتل لإكثار النباتات البرية وأنواع كثيرة من الأشجار وخاصة أشجار السمر الذي تتخذه الغزلان مرتعا خصبا لها.
كما يتوفر بالمحمية برج للمراقبة مهمته مراقبة المحمية من الصيادين ومراقبة الحيوانات البرية التي توجد داخلها.
وقد أعلنت هذه المحمية من المحميات المهمة التي تقوم بدور كبير في تشجيع واثراء السياحة في الولاية بشكل خاص وفي السلطنة بشكل عام.
وتعيش في محمية السليل أعداد كبيرة من الغزلان خاصة الغزال العربي، وهذه الغزلان تم استرجاع بعضها من الصيادين والبعض وجدت على مقربة من المحمية، وتعاني احيانا من بعض الأمراض حيث يتم علاجها ثم إرجاعها للمحمية بعد شفائها بشكل تام لتنعم بحياة هانئة.
وفي هذا الإطار قال حمد بن محمد السيفي مدير إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة جنوب الشرقية: هناك خطة تنموية تستهدف المحمية وتهدف إلى إبراز دورها الاستراتيجي من خلال تشديد الرقابة وتسوير المحمية بالكامل، وقد أعلن وزير البيئة والشؤون المناخية عن إنشاء حديقة وطنية داخل المحمية وتم طرح المناقصة لإنشاء قاعات عرض ومركز لإكثار النباتات وبعض المطاعم والمقاهي، وركن لبيع المشغولات اليومية التي يتم انتاجها من قبل السكان الأصليين للمحمية من خامات الطبيعة كما سيتم جلب بعض الحيوانات العمانية البرية للعيش في المحمية.
ويزور محمية السليل الألاف سنويا معظمهم من طلاب المدارس والباحثين والمهتمين.
وأوضح حمد السيفي أن لهذه المحميات دورا كبيرا ومردودا إيجابيا لما تقدمه من خدمات بيئية متنوعة ومتعددة منها الحفاظ على التنوع الحيوي لكوكب الأرض والحفاظ على الحيوانات البرية المختلفة ومنع تدهور الموارد الطبيعية إلى جانب تحسين وتعديل المناخ العام فضلا عن التشجيع على السياحة البيئية.