حوالي مليون وخمسمئة ألف قاعة رياضية ومسبح في كافة انحاء اوروبا تتيح للاوروبيين ممارسة الرياضة للحفاظ علي الصحة وتخفيض الوزن. غير ان قاعات الرياضة والمسابح سواء المغلقة او المفتوحة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة وخصوصا في أوقات الذروة حيث يقبل الناس بكثرة على ارتياد هذه الفضاءات. وللتقليص من نسب استهلاك الطاقة تمكن الباحثون من ابتكار تقنيات جديدة لترشيد استخدامها. “ هدفنا كان تطوير منظومة جديدة قادرة على الاستجابة لاربعة مسائل كبرى وهي كيف ومتى ولماذا واين يتم استخدام الطاقة في المرافق الرياضية. وللاجابة عن هذه الاسئلة قمنا بتطوير اربعة برامج نسعى من خلالها لمراقبة والتحكم في استهلاك الطاقة ولاعلام المسؤولين عن هذه المرافق الرياضية بنسب استهلاك الطاقة في كل مكان داخل هذه الفضاءات.” أحد المركبات الرياضية قرب روما تم اختياره ليكون مختبرا للوقوف على مدى فاعلية المنظومة الجديدة. الباحثون قاموا بوضع اجهزة استشعار صغيرة الحجم داخل حوض السباحة تقوم برصد كيفية استعمال الطاقة في الاضاءة او التسخين او التبريد او التهوئة ومدى تاثيرها على مستخدمي المسبح. اجهزة الاستشعار او المجسات مكنتنا من الوقوف على حجم التباين في درجة الحرارة هنا بسبب موقع الحوض وكذلك تحت تاثير نظام التهوئة. الاختلاف في درجات الحرارة هو بحدود السبع درجات بين القسمين الشمالي والجنوبي من الحوض. هذا يعني بانه يوجد تباين كبير في البيئة الحرارية الهدرومترية. هذه المجسات تسمح لنا بتحديد نسب التباين في درجات الحرارة بطريقة فعالة وناجعة.” المعلومات التي يتم تجميعها في حوض السباحة وفي كافة قاعات هذا المركب الرياضي يتم اارسالها مركز تخزين المعلومات الذي يقوم بتجميعها وتحليلها وعلى ضوء النتائج التي يتم التوصل اليها، يقوم المشرفون على المركز بتقديم النصح للقائمين على المركب الرياضي حول الطرق المثلى لترشيد استهلاك الطاقة. نيكولا دالدوسو: فيزيائي شنايدر الكتريك “ هذه المجسات تمكننا من قياس نسب استهلاك الطاقة داخل قاعة الرياضة وفي حوض السباحة او كذلك في غرف تغيير الملابس والمكاتب الادارية.” هناك مجسات اخرى تسمح لنا كذلك بمراقبة وقياس درجات الحرارة نسب الرطوبة في كافة ارجاء المركب الرياضي. هذه المنظومة والتي تم تجهيزها باجهزة ذكية لاستقبال المعلومات قادرة على حفظ هذه المعطيات وتمكيننا عبر موقع الكتروني على الانترنت من مراقبة نسب استهلاك الطاقة في كافة مكونات المركب الرياضي”. الباحثون يعتقدون بان هذه المنظومة ستتيح للمركبات الرياضية تقليص استهلاك الطاقة بحوالي ثلاثين في المئة بعد حوالي خمس سنوات من بداية تشغيلها. خبر يبعث الارتياح لدى اصحاب هذه الفضاءات الرياضية. “ انا متاكدة بان وضع هذه المجسات في مختلف مكونات المركب الرياضي سيمكنني من تحسين استهلاك الطاقة. انا بحاجة الى كل المعلومات التي تخول لي التقليص في نسب استهلاك الطاقة عندما يقل عدد الزبائن وكذلك في الترفيع في مصادر الطاقة في اوقات الذروة.” هذه المنظومة ستمكن وفق الباحثين كذلك من تقليص نسب انبعاثات ثاني غاز اكسيد الكربون من المركبات الرياضية بحوالي ثلاثين في المئة.