طوكيو - أ.ف.ب
ولى زمن تذمر السائقين من الازدحام المروري، اذ بات ممكنا من خلال خدمة "ها:مو" الجديدة التي اطلقتها شركة تويوتا اليابانية لتوقع حركة المرور وتشارك وسائل النقل، معرفة وسيلة النقل الفضلى للوصول الى العنوان المطلوب في الموعد المحدد.
هذا المفهوم الجديد الذي ظهر في "تويوتا سيتي" معقل الشركة اليابانية ويحمل عنوان "هارمونيوس موبيليتي نتوورك" (شبكة الحركية المتناغمة)، تجري تجربته ايضا في مدينة غرونوبل جنوب شرق فرنسا منذ تشرين الاول/اكتوبر كما بدأت تجربته جزئيا في طوكيو اعتبارا من الجمعة على مستوى محدود بهدف "تقييم الجدوى الاقتصادية للتسويق التجاري" لهذا المشروع مستقبلا في العاصمة اليابانية.
الفكرة تكمن في الاهتمام بالزبائن الراغبين بالتنقل عبر السماح لهم من خلال هواتفهم الذكية باختيار افضل مسار والطريقة الفضلى لسلوكه تبعا لعوامل متعددة من المدة المحددة للانطلاق والوصول الى حال السير وحركة وسائل النقل العام والاحوال الجوية ووضع الاشغال على الطرقات وامكان وجود تجمعات فضلا عن اكتظاظ المواقف وأي عامل آخر من شأنه التأثير على مسار الرحلة.
وتؤكد تويوتا أن نظاما معلوماتيا وحده باستطاعته أخذ كل هذه العوامل في الاعتبار لتحديد مسار مثالي للرحلة، وهنا يكمن تميز نظام "ها:مو" وأهميته.
وفي النهاية، الهدف ليس التخلي عن السيارة الشخصية بل استخدامها في الوقت الذي تكون فيه الوسيلة الانسب بالمقارنة مع باقي وسائل النقل. والغاية النهائية هي منح الاشخاص امكانية اختيار اكثر المسارات سلاسة بالنظر الى الظروف المتغيرة.
هذا النظام المتعدد الوظائف يترجم باستخدام شريحة الكترونية واحدة تعمل من دون احتكاك من نوع فيليكا (مطورة من مجموعة "سوني") ويمكن دمجها بالهاتف واستخدامها في دفع ثمن التنقل بالحافلات والقطارات كما في تشغيل سيارة مستأجرة، بحسب اوغ شاتان المستشار في شركة "جايتكس كونسالتنغ" الاستشارية في طوكيو.
ويؤكد مدير المشروع توشيا هاياتا أن مشروع "ها:مو" يسعى الى تقديم "خدمة نقل كاملة" لمستخدميه.
وتمثل الدراجات الهوائية والسيارات المستقبلية بثلاث عجلات (آي - رود) او الكلاسيكية المتاحة لمستخدمي هذا النظام حلقة تكميلية للشبكة لاجتياز مسافات قصيرة بين نقطتين لا تتوافر خدمات نقل اخرى في الوقت المطلوب لتغطيتهما.
وبعد اطلاقه بداية لحوالى 500 زبون، استطاع نظام "ها:مو" جذب اربعة الاف مستخدم كما تأمل مجموعة تويوتا بلوغ هذا العدد الخمسة الاف في ايلول/سبتمبر لتبدأ بتحقيق ارباح.
ويشير هاياتا الى ان الزبائن الرئيسيين "هم من الرجال الذين تراوح اعمارهم بين 30 و40 عاما" واعتمدوا هذا النظام من باب الملاءمة اكثر منه حرصا على تقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.
ويقول هاياتا "المستخدمون لا يغيرون وسائل النقل التي يعتمدونها لاسباب بيئية بل لدوافع عملية ولسرعة وتوفير اكبر. استخدام طرق صديقة للبيئة هو بمثابة تتويج لهذا المسار".
ويضيف "لا نزال في مرحلة تجريبية لكننا نرغب في تحويل ذلك الى سوق حقيقية"، في بلد يتميز ببنية تحتية ضخمة للنقل يغيب عنها بشكل شبه كامل اي مظهر تخريبي وتتسم بدقة استثنائية في المواعيد.
وفي الخارج، تستهدف تويوتا اسواق "جنوب شرق اسيا ومدنا مثل بانكوك او جاكرتا التي تعاني التلوث والازدحام المروري" بحسب ماسايوكي كاواموتو المكلف مشروع "سمارت موبيليتي" (التنقل الذكي) التابع للشركة.
وفي اوروبا التي تمثل ايضا احدى المناطق المستهدفة من المشروع، ابدت مدن عدة اهتمامها بهذا المشروع فضلا عن مدينة غرونوبل الفرنسية التي سمي فيها "ها:مو" بـ"سيتيه ليب".
وعلى مستوى اصغر لكن في الروحية عينها، عمدت مجموعة "نيسان" السباقة في مجال السيارات الكهربائية، اخيرا الى اطلاق برنامج جديد لتشارك وسائل النقل في حي يوكوهاما بضاحية طوكيو حيث مقر الشركة.
ويعول المدير العام للمجموعة كارلوس غصن منذ زمن طويل على هذه السوق الواعدة على رغم قناعته بأن مستقبل السيارة الفردية التي يصفها بـ"الغرض العاطفي" لا يزال واعدا. كما عقد غصن الذي يشغل ايضا منصب المدير العام لشركة رينو الفرنسية، شراكة مع مجموعة بولوريه سنة 2013.