انقرة - لبنان اليوم
وجه وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، هجوما حادا على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، معتبرا أن نشرها رسوما مسيئة للنبي محمد "اعتداء مستفز وشكل من أشكال "الهزل الإرهابي".
وقال أكار، في خطاب ألقاه اليوم الاثنين في افتتاح السنة الدراسية الجديدة 2020-2021 بجامعة الدفاع الوطني التركية الحكومية، مخاطبا قادة القوات العسكرية والطلبة الضباط: "هناك عداء لتركيا وللإسلام والمسلمين من قبل بعض الدول الأوروبية على وجه التحديد".
وأضاف: "كما قلنا سابقا نحن ندين بشدة ما تقوم به المجلة المدعوة شارلي إيبدو من اعتداءات مزعجة ومستفزة على مقدسات الآخرين، إنه حقيقة عمل غير أخلاقي ودنيء".
وتابع: "ما فعلته مجلة شارلي إيبدو لا علاقة له بحرية التفكير بل هو شح فكري وهزل إرهابي من شأنه إزعاج الآخرين وإثارتهم وإذلالهم".
وأردف: "في تركيا لا يمكن أبدا لأي مؤسسة رسمية أو خاصة أن تعتدي على مقدسات الآخرين، نحن لا نعتدي على المقدسات مهما كان".
واعتبر أكار أن المواطنين الفرنسيين العقلاء لا يوافقون على هذا العمل وأنه يتوقع منهم ردة فعل، مؤكدا أيضا أنه ضد أي عمل إرهابي أين ما كان.
قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في فرنسا
وقامت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، في أوائل سبتمبر الماضي، بإعادة نشر الرسومات المسئية للنبي محمد التي تسببت في يناير 2015 بهجوم صنف إرهابيا على مقرها في باريس أسفر عن مقتل 12 شخصا، وأثار موجة غضب في العالم الإسلامي.
وفي 16 أكتوبر قتل شاب من أصول شيشانية يدعى عبد الله أنزوروف (18 عاما)، معلم التاريخ، صمويل باتي، (47 عاما)، أمام إحدى المدارس الإعدادية بضاحية كونفلانس سانت أونورين شمال باريس، حيث قطع رأسه بسكين وحاول تهديد عناصر الشرطة الذين وصلوا إلى المكان وقضوا على المهاجم بالرصاص.
وقالت مصادر متعددة إن الهجوم جاء بعد أن عرض المدرس على تلاميذه رسوما مسيئة للنبي محمد، بينما ذكر شهود عيان أن المهاجم كان يهتف "الله أكبر" بعد قتل باتي.
وعلى خلفية هذه التطورات ألقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خطابا وصف فيه باتي بـ"وجه الجمهورية"، متعهدا "بألا تتخلى فرنسا عن الرسوم الكاريكاتورية"، فيما وصف المسلمين في فرنسا بـ"الانفصاليين" موجها باتخاذ إجراءات جديدة لمنع انتشار "التطرف بين المسلمين" في البلاد.
في أعقاب ذلك شهدت فرنسا خلال شهر أكتوبر تكثيفا لنشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عبر وسائل إعلام كما تم عرضها على واجهات بعض المباني، ما أشعل موجة غضب في العالم الإسلامي.
وفي 29 أكتوبر شن رجل مسلح بسكين هجوما أمام كنيسة نوتردام في مدينة نيس الفرنسية وقتل 3 أشخاص منهم مسنة قطع رأسها، إضافة إلى اعتداءات في مدن أخرى.