غزة _ العرب اليوم
تقيم بلدية رام الله بالتعاون مع مؤسسة "فيلم لاب فلسطين"، في الفترة ما بين 28 و30 آب/ أغسطس الجاري، فعاليات تكريم المخرج اللبناني جان شمعون، في المسرح البلدي بدار بلدية رام الله.
وأعلن القائمون على المبادرة أن التكريم يأتي إيمانا منهم بأهمية تكريم شمعون، كونه قامة سينمائية عربية كبيرة قدمت كثيرًا لفلسطين ثقافيًا وفنيًّا وسينمائيًا، ومواقفه السياسية لم تكن يوما مواربة، إذ قال يومًا ""سأظلّ أتكلم باسم فلسطين ما دامت محتلّة"، بحسب المبادرين.
وسيعرض في التكريم العديد من أعمال شمعون وزوجته المخرجة الفلسطينية مي مصري، وستتم مناقشتها على مدار الأيام الثلاث. ومن هذه الأفلام: "طيف المدينة"، و"بيروت جيل الحرب"، و"أحلام معلقة"، و"3000 ليلة".
وسيدير النقاش نخبة من العاملين في الحقل الثقافي عامة، والسينمائي خاصة، وهم خالد عليان، وصالح دباح، ويوسف الشايب، بالإضافة إلى فيلم تسجيلي حول تجربة شمعون السينمائية وعلاقته بالمصري.
انطلقت مسيرة شمعون السينمائية من مؤسسة السينما الفلسطينية، التي أسسها المخرج الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي ورفاقه، التي كانت تتبع منظمة التحرير الفلسطينية. وكانت المخيمات وأوجاع الفلسطينيين، تحديدا اللاجئين، بوصلته في أعماله، والتي تعتبر مسيرة توثيقية تميزت بجمالياتها الفنية ورسائلها الوطنية والإنسانية.
وأنتج شمعون أفلام وثائقية، بقيت حتى يومنا هذا، شهادات تاريخية غاية في الأهمية، وشكلت بوابات لعبور تاريخ قضية الشعب الفلسطيني في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إلى العالم، في مهرجانات احتضنتها دول متضامنة مع فلسطين وعدالة قضيتها، وحتى في دول يغلب على سياستها الخارجية انحيازاً للاحتلال.
دعوة بلدية رام الله وفيلم لاب فلسطين لحضور فعاليات تكريم جان شمعون
ولد شمعون في بلدة سرعين، في البقاع اللبناني عام 1941، ودرس المسرح في معهد الفنون بالجامعة اللبنانية. وشارك في العديد من الأعمال المسرحية وفي بطولة فيلم سينمائي لجورج شمشوم. وسافر بعدها إلى باريس وحصل على درجة الماجستير في السينما، ودبلوم في الإخراج والتصوير، وعاد بعد أربع سنوات، عام 1974، إلى بيروت وعمل في تلفزيون لبنان. وبعدها بعام قدّم برنامج "بعدنا طيبيين .. قول الله" في الإذاعة اللبنانية مع زياد الرحباني، ثم درس مادة السينما في معهد الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية.
وانضم شمعون إلى مؤسسة السينما الفلسطينية في بيروت، وأخرج فيلم "تل الزعتر" مع المخرج مصطفى أبو علي عام 1976، وبعدها بعامين أخرج فيلم "أنشودة الأحرار" حول حركات التحرر في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وفلسطين، ثم "تحت الأنقاض" بمشاركة مي المصري عام1983، و"زهرة القندول" عام 1986، و"بيروت – جيل الحرب" عام 1989، و"أحلام معلقة" بمشاركة مي المصري عام 1992، و"رهينة الإنتظار" عام 1994، وما بين عام 1998 وعام 2000 شارك في إنتاج أفلام مي المصري: "أطفال جبل النار"، و"أطفال شاتيلا"، و"أحلام المنفى".
وأصدر شمعون فيلمه الروائي الأول والوحيد "طيف المدينة" عام 2001، الذي يدور حول مصائر من شاركوا في الحرب، تلاه فيلم "أرض النساء" عام 2004، و"حنين الغوردل" عام 2008، وآخر أفلامه "مصابيح الذاكرة" عام 2009.