الأزمة الإنسانية في العراق

اهتمت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم الأحد بموقف أستراليا الداعم للاحتلال الإسرائيلي والذي ينتهك الشرعية الدولية ويفتقد للحد الأدنى من الأخلاق السياسية التي يفترض أن تنسجم مع علاقاتها الدولية خاصة مع الدول العربية..إضافة إلى الأزمة الأمنية والإنسانية في العراق بسبب اقتحام "داعش" لعدد من المحافظات ونزوح الآلاف.
وأكدت صحيفة "الخليج" أن الموقف الأسترالي من القدس المحتلة والمستوطنات اليهودية على أرض فلسطين ليس مفاجئا في الحقيقة وإعلانها أن القدس ليست محتلة والمستوطنات ليست غير قانونية ، إنما هو تأكيد متجدد على دعم أسترالي للعدوان الإسرائيلي على أرض فلسطين منذ ما قبل قيام الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت أن أستراليا تتجاوز في مواقفها كل مواقف الدول الغربية في تأييدها للاحتلال الإسرائيلي وعدوانيته وعنصريته وتوسعه بل هي تتجاوز الولايات المتحدة في مدى التأييد الذي ذهبت إليه لممارسات إسرائيل ، مشيرة إلى أنها تشكل حالة دولية شاذة لانتهاكها قرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تعتبر احتلال مدينة القدس والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة "غير شرعية ".
وأوضحت أن سجل أستراليا المعادي للحقوق الفلسطينية والداعم للمواقف الإسرائيلية ليس بحاجة إلى دليل إنما للتذكير بذلك يمكن الإشارة إلى أن من أقدم على إحراق المسجد الأقصى عام 1969 هو الأسترالي مايكل روهان الذي اعتبرته أستراليا "مختلا عقليا" لتبرئة ساحته ثم إن أستراليا امتنعت العام الماضي عن التصويت على قرار الجمعية العامة الذي يدعو إلى وقف كل نشاطات الاستيطان الإسرائيلية وكانت قد دعمت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وعلى لبنان وآخرها عدوان 2006 فضلا عن وقوفها إلى جانب العدوان الإسرائيلي على العرب العام 1967.
وأشارت "الخليج" إلى أن أستراليا تجاهر بعدائها للشعب الفلسطيني وحقوقه وباستخفافها بقرارات الشرعية الدولية وهي بذلك تستفز العرب والمجتمع الدولي وترفض التراجع عن مواقفها هذه التي تفتقد إلى الحد الأدنى من الأخلاق السياسية .
وحول المشهد العراقي ، قالت صحيفة "البيان" إنه يبدو أن العراق لا يفيق من أزمة حتى تلد أخرى وكأن القدر جعل هذا البلد رهين الأزمات على أنواعها من أزمة أمنية إلى سياسية واقتصادية وها هو اليوم يعيد تكرار أزمة إنسانية عاشها خلال عشر سنوات من الاحتلال الأمريكي وهي النزوح الجماعي من المعارك.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من مليون شخص نزحوا من إرهاب "داعش" إلى مناطق آمنة في كردستان وهم يتجرعون كأس حرب طائفية جديدة نتيجة ترحيل الحكومة الأزمات من دون البحث عن حلول جدية لها.
وأضافت أن "منظمة الهجرة الدولية" حذرت من أزمة إنسانية مطولة في العراق تبدو معالمها بعيدة الأمد فعدم قدرة الحكومة العراقية على حماية المواطنين وفشلها في إعادة الأمن في اتجاه وقف العنف وعدم قدرتها على ضبط الوضع الميداني قد ساهمت في عملية دفع العراقيين خارج أسوار الوطن ، مشيرة إلى أن الحكومة تتحمل الجزء الأكبر والأهم من المسؤولية وكلفة ما نجم عن الاستهتار بوضع الملايين الفارين من جحيم الموت اليومي.
ودعت "البيان" في الختام إلى ضرورة وجود وقفة شاملة متكاملة لإنهاء هذه المعاناة ويتطلب ذلك تضافر جهود كل القوى العراقية المخلصة وتعاونا عربيا واسعا إضافة إلى التلاحم الشعبي وتحمل المسؤولية وفتح العيون والآذان لرصد تحركات القتلة ومنعهم من ارتكاب جرائمهم وأن يترسخ في الضمائر والقلوب الإيمان بالمواطنة بديلا عن الطائفية والعشائرية.
فيما قالت صحيفة "الوطن" إنه على الرغم من حرص واشنطن على النظام العراقي القائم الآن واعتباره واحدا من صنائعها الكثيرة في العراق إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض إرسال قوات أمريكية لإنقاذ حكومة المالكي إذا استطاعت "داعش" الوصول إلى تخوم العاصمة بغداد وهو ما يتوقعه غالبية المراقبين.
وأشارت إلى أن معاقبة واشنطن للمالكي تأتي بعد أكثر من عامين من رفضه اتفاقية تقضي ببقاء القوات الأمريكية فترة إضافية في العراق لمنع الإرهاب من التمدد والسيطرة خاصة وأن أوضاع القوات العراقية لم تكمل تأهيلها وتدريباتها حسب الرأي الأمريكي.
ونوهت بأن الرئيس الأمريكي وعد بدراسة خيارات أخرى غير إرسال قوات أمريكية ، مشددا على أن أي قرار بالتحرك سيستغرق وقتا طويلا وهذا الاعتذار يستند إلى مسائل فنية وعسكرية ولوجستية إلا أن الفهم العام لهذا الموقف هو أن واشنطن تريد أن تعاقب المالكي على ما بدده من فرص لبقاء القوات الأمريكية لحماية ما تعتبره إنجازاتها ومكتسباتها بعد غزو عسكري كان مكلفا ماديا وإنسانيا وبشريا.
ودعت "الوطن" في الختام إلى وحدة الصف الوطني وترك الخلافات الطائفية وإصلاح ما أفسدته هذه الآفة الخطيرة التي تهدد الوحدة الوطنية وتفتح ثغرات هائلة أمام التقسيم والتجزئة والتفرقة والحروب الأهلية التي تتكاثر يوما بعد يوم في عراق ينهار أمام مرأى من أهمل الحفاظ عليه.