خطورة التوغل الإسرائيلي داخل فلسطين

تحت عنوان ” التخبط الصهيوني ” قالت صحيفة ” الخليج ” إنه حينما يتوقف الزمن عند بعض الناس يدخلون في متاهة مصارعة طواحين الهواء..وهذا ينطبق على كل فئات الناس بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين ولكن القيادات الصهيونية بدأت بأوهامها منذ أيامها الأولى

. ولأن الأوهام كاذبة فهي تحتاج إلى مزيد من الكذب للتمسك بها .. موضحة أنه منذ البداية وجدت الحركة الصهيونية وهم ” أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ” لتسوغ هيمنتها على فلسطين ولم تتمكن من أن تستمر في وهمها أو تمرر الوهم إلى غيرها .. فسرعان ما اكتشف العالم أن فلسطين أرض تزخر بالحياة و بشعبها.

وأضافت أنه على امتداد وجود الكيان كانت القيادات الصهيونية تخلق مزيدا من الأوهام التي سرعان ما تتداعى كسابقاتها لتعمق من إحباطها .. مبينة أنها أوهمت بعض العالم لفترة أنها واحة الديمقراطية ليرى العالم الآن أنها واحة التمييز العنصري .. وكلما انزاح وهم ازدادت المعضلة ولأن الأوهام كثيرة فإن تعمق مشاكلها يزداد وهذا يثير المزيد من الإحباط .

وبينت أن السبب بسيط .. فالأوهام حينما تسقط تزيد حدة الانتقاد ممن أرادت أن تخدعهم .. وهذا هو ما يواجهه الإحتلال الإسرائيلي في الوقت الحاضر..فقد أصبح عاريا من كل شيء .. صورته هي صورة الدولة الإرهابية التي تقتل الأطفال بكل الوحشية التي تتملك الإرهابي .. مشيرة إلى أنها صورة الكيان العنصري الذي يناضل من أجل أن يبقى عنصريا وهي صورة الكيان الذي يضحك العالم منه حينما يدعي أنه واحة الديمقراطية .

ونوهت بأنه في مواجهة هذه الموجات المتلاطمة من النقد الذي يتعرض له الإحتلال الإسرائيلي يحاول قادته أن يهربوا منه إلى أوهام جديدة .

العداء للسامية كان مصطلحا ضيق الدلالة ليشير إلى أولئك الذين يعادون اليهود لأنهم يهود .. ولم يبق في العالم إلا قلة من النازيين والفاشيين الذين يستريح قادة الحركة الصهيونية أساسا للتعاون معهم كما فعلوا قبل قيام الكيان نفسه .. ولذلك فقد استعاروا المصطلح ليضطهدوا من ينتقد سياساتهم حتى أقرب الناس إليهم .. فلا عجب أنهم أصبحوا يرون الأعداء في كل زاوية وعند كل منعطف طريق .. فالانتقادات التي تؤكد إرهاب الكيان وعنصريته وتمرده على القيم الإنسانية والأخلاقية ترعبهم .. فهذه تعزلهم وتجعل خذلانهم ممن يدعمهم أكثر سهولة وحينما ينفض العالم من حولهم فمن سيحميهم من إرهابهم.

وأوضحت أنه لذلك تفاقم استخدامهم مصطلح العداء للسامية حتى لم يبق إلا اتهام القيادات الأمريكية التي تلمح إلى سخطها على بعض سياساتهم بأنها معادية للسامية . إنه مسار وعر ومنزلق خطر أدخلت الحركة الصهيونية نفسها فيه . وستكون ردود الفعل عليه وخيمة إن أغذوا السير فيه .

وقالت ” الخليج ” في ختام افتتاحيتها .. يبدو أن الكيان قد تحجر على أوهام لا يستطيع الفكاك منها.

من جانبها أكدت صحيفة ” البيان ” أن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهما اختلفت مسمياته الإسرائيلية ووسائل تسويقه ومبرراته الواهية .. يبقى انتهاكا لحقوق شعب يقبع تحت الاحتلال منذ عهود ومخالفا لكل المواثيق والأعراف الدولية إلا أن التحرك الدولي والأممي للتصدي له أو على الأقل عبارات شجبه واستنكاره المتواضعة والخاوية تبقى أقل بكثير من درجة خطورته.