صدر منذ أيام العدد الجديد من مجلة "الحياة التشكيلية" السورية، وهي المجلة الفصلية الوحيدة المتخصصة في الفن التشكيلي، المستمرة في الصدور منذ بداية العام 1980، بعد أن توقفت مجمل المجلات العربية المتخصصة في هذا المجال، مثل "التشكيلي العربي" التي كانت تصدر في بغداد، و"الرواق"، و"فنون عربية"، وغيرها.‏ وتضمّن العدد الجديد الذي يحمل الرقم 98 مجموعة من المواضيع الفنية والملفات النقدية والمتابعات التشكيلية، ففي افتتاحية العدد كتب رئيس التحرير الفنان والناقد التشكيلي د. محمود شاهين كلمة تحت عنوان: (الأولى) أشار فيها إلى أهمية الحرف والصناعات اليدوية الشعبية التقليدية، منوهًا إلى ضرورة الحفاظ عليها، أسوة بما يحدث في البلدان الأخرى، من خطر الإهمال والضياع والزوال.‏ وفي باب علوم الفن نقرأ الموضوعات التالية: تداخل الهيرمانوطيقيا - قراءة المفهومية للباحث الجمالي د. عفيف بهنسي  ودراسة كتبها د . محمود شاهين يقدم من خلالها أجوبة لتساؤلات ملحة عن ماهية الفن والفنان، وبتعبير آخر ماذا تعني عبارة فن، كما نطالع دراسة عن فن التصوير الإسلامي بتقنياته وملامحه وأساليبه المتنوعة والمنتمية لأحقاب تاريخية عدة.‏ وفي هذا العدد دراسة تحت عنوان: (مقاربة نقدية بين الرسم والنحت في المحترفات السورية) جاء فيها: الشعور المزمن والمتفاقم بضرورة الذهاب في النحت السوري الحديث أبعد من الإشارات الأولى للشكل الواقعي قاد بعض التجارب النحتية في الستينات والسبعينات إلى اتجاهات تجريدية وتعبيرية وفطرية، أبرزها تجربة الفنان الراحل سعيد مخلوف التي تركت تأثيراتها الواضحة على تجارب الكثير من النحاتين، في حين ظلت أكثرية التجارب الأخرى ضائعة لا تعرف إلى أين تتجه، لدرجة أن أصحاب بعض التجارب النحتية، الذين وصلوا في أعمالهم إلى حدود التجريد، ما لبثوا أن عادوا إلى صياغات كلاسيكية وواقعية وتسجيلية وتقليدية، بعيدة كل البعد عن أجواء الاختبار والتجديد والابتكار.‏