صحيفة "السفير" اللبنانية

كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية عن إن حزب الله أعد خطة لضرب المجموعات المسلحة المنتشرة على الحدود الشرقية للبنان في جرود البلدات اللبنانية الواقعة قرب سوريا (الجرود هي المناطق الجبلية الجرداء التابعة للبلدة).

وقالت صحيفة السفير إنه يُتوقع أن تدور معركة مفصلية، ستترك انعكاسات جوهرية على الواقع الميداني في هذه الجبهة التي استنزفت لبنان طيلة الفترة الماضية.

وأضافت مصادر واسعة الاطلاع لـ"السفير" إن التحضيرات لـ"موقعة" القلمون تكاد تُنجز، ترجمة لما كان قد أعلنه صراحة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، قبل مدة، عندما ربط المعركة بذوبان الثلج على الجبال.

وأوضحت المصادر أن حسم التوقيت النهائي للمباشرة في العملية العسكرية بات وشيكاً، مع قرب اكتمال الاستعدادت الميدانية للهجوم لدى "حزب الله"، ونضوج بعض المعطيات المكمّلة التي تشكل بيئة المعركة.. مضيفة: ما يمكن تأكيده هو أن المعركة باتت قريبة جداً جداً وستكون كبيرة جداً.

وشددت المصادر على أن معركة القلمون قائمة بحد ذاتها، وهي ليست رداً على سقوط بعض النقاط في شمال سوريا في يد المجموعات المسلحة مؤخراً.

وأوضحت الصحيفة اللبنانية أن مدى المعركة المرتقبة سيكون مفتوحاً، بحيث يشمل الجانبين اللبناني والسوري من الجرود الممتدة على طول الحدود الشرقية للبنان، أما هدفها فهو وفق ما حددته قيادة الحزب "إزالة التهديد الدائم من قبل المجموعات المسلحة، و"تحصين" أمن القرى على جانبي الجرود، و"تحسين" المواقع على المستوى العسكري.

وقالت" السفير" إنه يبدو أن القرار بشن الهجوم على مواقع المسلحين في جرود القلمون قد أتخذ وأن تحديد ساعة الصفر لم يعد بحاجة سوى الى لمسات أخيرة على الاستعدادات اللوجستية والأمنية والمخابراتية، فيما بات بحوزة غرفة العمليات العسكرية لحزب الله والجيش السوري "بنك معلومات" عن تواجد المسلحين ومناطق انتشارهم ونوعية الأسلحة التي يملكونها.

وأشارت إلى أن طائرات الاستطلاع تمكنت من دون طيار التابعة لـ "حزب الله" والتي تحلق بشكل دائم في سماء السلسلة الشرقية من تأمين "داتا" وافية حول انتشار المجموعات الإرهابية وتوزعها الجغرافي.

وأضافت "السفير" كما أن إعلان حالة الطوارئ القصوى في صفوف مقاتلي "حزب الله" أصبح ظاهراً للعيان، ولا يحتاج المرء الى جهد لتلمس التعبئة ، لا سيما ان حركة انتقال المقاتلين الى المواقع العسكرية تجري في كل الأوقات ومن دون أي إجراءات سرية، والاستدعاءات للعناصر تتم أيضاً بشكل علني.

وأشارت الصحيفة المقربة من حزب الله إلى أنه كان قد بدأ التمهيد للعملية بتنظيف تلال الزبداني الغربية من المسلحين بعدما وصلت تهديداتهم الى خط دمشق - بيروت.

وقالت الصحيفة إن "حزب الله" من المعركة يهدف إلى وقف حالة النزف التي يتعرض لها في المنطقة منذ نهاية معركة قرى القلمون عام 2013، وتجفيف منابع العمليات الإرهابية التي تهدد الأمن اللبناني، مشيرة إلى أن حجم قوة المسلحين من تنظيمي "داعش" و "النصرة" وبقية فصائل المعارضة يقدر بحوالي ثمانية آلاف مقاتل ينتشرون على طول المنطقة الممتدة من تلال سرغايا حتى تلال بلدة القاع.

وكشفت الصحيفة اللبنانية عن أن التمهل حتى الآن في إطلاق الهجوم الواسع، فكانت قد فرضته أمور عدة، من أبرزها:إعطاء فرصة لمفاوضات ترعاها بعض الجهات الفلسطينية بين قيادة "حزب الله" وبعض المسلحين من أبناء قرى القلمون، لتحييدهم عن المواجهة على قاعدة أن هذه المعركة ليست معركتهم، وقد تجاوب عدد منهم مع هذا المسعى ويتم توسيع قاعدة هذه الاتصالات.

كما يريد الحزب منح مزيد من الوقت للمفاوضات بشأن العسكريين المختطفين حتى لا يتم تحميل قيادة "حزب الله" مسئولية إفشال المفاوضات وتحديداً مع جبهة النصرة".

كما يعمل الحزب على تحديد حجم تدخل الجيش اللبناني في المعركة، علماً بأن المنطقة التي ينتشر فيها الجيش تبدأ من جنوب بلدة عرسال حتى تلال بلدة راس بعلبك. وقد بينت المعارك السابقة ان مقاتلي "حزب الله" يتجنبون الدخول الى اراضي عرسال ذات الغالبية السنية، لما لهذا التدخل من حساسيات مذهبية، تاركين المهمة للجيش اللبناني.

وكان لافتاً للانتباه أن الحزب يحاول توسيع خطوط التواصل مع بلدة عرسال، علماً بأن حجم التوتر بين اهالي عرسال ومسلحي "داعش" و "النصرة" يفسح في المجال أمام شروط أفضل للمواجهة.