صحف خليجية

تناولت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الأوضاع في العراق وما سببته الحرب الدائرة في هذا البلد والصراعات بين الأحزاب والطوائف المختلفة من خراب وويلات يعاني منها الشعب العراقي .
 وذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن ما يجري في العراق في الوقت الحاضر ليس إلا ثمار حرب تدحرجت في نتائجها كل نتيجة تفضي إلى الأخرى ، مشيرة إلى أن الحرب أنهت الجيش العراقي الذي كان مؤسسة ضخمة ومتماسكة على امتداد عقود طويلة وما جاء على أنقاضه لا يصل حتى مستوى قوى الأمن من حيث التماسك والخبرة والحوافز.
 وأضافت أن الحرب جاءت بقوى سياسية لا يهمها مصير البلد ووحدته بقدر ما يهمها مصالحها أو أحزابها أو طوائفها فهي لم تستطع أن تشكل حكومة قادرة على صهر هذه المصالح بل عززت المحاصصة ومعها عززت التباعد بين القوى ..ولأنها لم تستطع أن تشكل القاعدة السياسية المتماسكة التي تحمي حقوق الناس ومصالحهم على اختلاف انتماءاتهم فقد أخفقت ليس فقط في الاستجابة لهذه المصالح والمضي قدما في عملية الترميم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وإنما أخفقت أيضا في إقناع الناس بأن هذا المسار يمكن أن يحقق مثل هذا الترميم مستقبلا ..ونتيجة ذلك نراها في الانهيار الذي يصيب الدولة العراقية بمختلف مؤسساتها هذا الانهيار كان واضحا في كل يوم بسبب الانفلات الأمني الموضعي لكنه الآن أصبح شبه انهيار كلي.
 وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن الانهيار عائدا فقط إلى الخلل في الأجهزة الأمنية وإنما نراه ساطعا في السلبية التي نجدها لدى الكثير من الناس في العراق وهم لا يلامون على ذلك فالناس تدافع عن مؤسساتها حينما تشعر أنها تحس بمشاكلها وتعمل بكل يقظة لمعالجتها ولكنها بالطبع ستتركها فريسة لكل مغامر حينما يصل بها الإحساس والاقتناع بأن هذه المؤسسات وجودها كعدمها .
 واختتمت الصحيفة بالقول إن المشكلة أن التطرف يخلق موجات من التطرف الأخرى التي قد تقود إلى النتيجة الأفظع وهي الوقوع في كمين الحرب الطائفية والعرقية ..مشيرة إلى أن ما يحتاجه العراق الآن ليس فقط إلى إسناد أمني لمنع هيمنة التطرف في العراق الذي ستمتد حرائقه إلى أبعد من العراق نفسه ولكنه يحتاج بالدرجة الأولى إلى قيادة سياسية تترفع عن الصغائر وتدرك أن اقتتالها في نهاية المطاف لن يدمر العراق فحسب وإنما سيدمر حتى مصالحها الضيقة ..وبدلا من العنتريات ينبغي سيادة التنازلات والتوافقات لتخليص العراق محنته.
 ومن جانبهما ، حذرت صحيفتا "الشرق" و"الوطن" القطريتان اليوم من التطورات الجارية في العراق ..وقالتا إن العراق أصبح من جديد مفتوحا، على التدويل، ولكن هذه المرة بصورة أوسع.. وأصبح مفتوحا على قتال واسع، وأنهار من الدم.
 وقالت صحيفة "الشرق" إن إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، نيته التدخل عسكريا في العراق من خلال توجيه ضربات جوية عاجلة لوقف تقدم المسلحين نحو بغداد، يمثل تطورا دراماتيكيا للأحداث الجارية هناك.
 وأضافت أن الأزمة نفسها وتداعياتها لم تكن وليدة الأيام الفائتة، التي شهدت تصعيدا كبيرا من جانب المسلحين وسيطرتهم على محافظات، وإنما هي نتاج طبيعي للغزو الأمريكي للعراق والسياسات الأمريكية اللاحقة لاجتياح العراق.
 ولفتت إلى أن واشنطن قد ارتكبت عقب احتلالها للعراق عام 2003، بغض النظر عن مشروعية ذلك الغزو وأسبابه من عدمها، أخطاء رهيبة وفادحة، كان حصيلتها مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين المشردين من لاجئين ونازحين لم يعودوا إلى ديارهم حتى الآن رغم الانسحاب الأمريكي ومرور أكثر من 10 سنوات على الغزو.
 وقالت صحيفة "الوطن" إن العراق أصبح ، في مفترق طرق التجزئة والتفتت والانقسام، وأصبح من جديد مفتوحا، على التدويل، ولكن هذه المرة بصورة أوسع.. وأصبح مفتوحا على قتال واسع، وأنهار من الدم.
 وأضافت أن ما هو أخطر، أن الذي يجري في العراق، سيلقي بتعقيداته ومضاعفاته، على المنطقة كلها.. مشيرة إلى أن هذه المنطقة الحيوية من العالم، فيها ما يكفيها ويزيد، من عدم الاستقرار، والتوترات، والموت، بلا ثمن ، ولفتت إلى قوافل الهاربين من الجحيم في العراق، إلى دول الجوار، لتشكل بالتالي ضغوطا إضافية من الفارين، من الموت في سوريا، على هذه الدول، ولتزيد من الكوارث الإنسانية كوارث، بالطبع.