العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر

اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم باللقاء المفاجئ بين الخصمين التاريخيين في الساحة السياسية اللبنانية وأبرز زعيمين مسيحيين في البلاد العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر وسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية وهو اللقاء الذي عقد مساء أمس في مقر عون، وتمخض عن إصدار إعلان نوايا مشترك بين الجانبين وذلك بعد أشهر من الإعداد والمفاوضات.

وذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن جعجع فاجأ عون بالزيارة التي كان يفترض أن تتم بعد عدة أيام، موضحة أن وفدا سياسيا وأمنيا من حزب القوات اللبنانية جاء أمس لمقر عون على أساس التنسيق والتحضير للزيارة خلال بضعة أيام، ولكن مسئول الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي أبلغ إبراهيم كنعان أمين سر تكتل التغيير والإصلاح الذي يقوده عون أن جعجع قد وصل إلى الرابية (مقر عون) فظنه كنعان يمزح.

وكشفت الصحيفة عن أنه تم إيقاظ عون من النوم ليستقبل ضيفه، وأنه قال لجعجع في تعليقه على الزيارة المفاجئة " كنت أتوقّع مفاجآت، ولكن ليس لهذه الدرجة".

وأشارت الصحيفة إلى أن نص إعلان النوايا بين الطرفين قد اعتمد على توازنات دقيقة في الشكل والمضمون، معتبرة أن التحدي الأهم أمامهما يتمثل في مدى قدرتهما على الالتزام بتفسير واحد لهذا الإعلان، وإخضاعه لترجمة سياسية مشتركة.

ولفتت إلى أن إعلان النوايا لم يأت على ذكر "حزب الله" أو "تيار المستقبل" بشكل مباشر، موحياً بانه ليس موجهاً ضد الآخرين، وبأن أياً من طرفيه ليس بصدد إعادة النظر في تحالفاته الاستراتيجية.

ورأت السفير أن من أسباب اللقاء أن المخاطر والتحديات التي تواجه الوجود المسيحي في لبنان والشرق باتت داهمة إلى الحد الذي لم يعد بمقدور عون وجعجع تجاهلها.

وقالت الصحيفة إن القطبين المسيحيين شعرا أن بقاء فجوة التناقض بينهما، على اتساعها السابق، يعني أنهما سيظلان الحلقة الأضعف في المعادلة الداخلية والتوازنات في السياسية اللبنانية، بينما يؤدي وحدة الطوائف في الساحات الأخرى الى منحها "امتيازات" في السلطة.

واعتبرت أن "إعلان النيات" لايرقى بأي حال الى مستوى التحالف السياسي، بل إن طموحهما هو أن ينتج هذا الإعلان رؤية مشتركة حيال قضايا أساسية، من دون أن يكون مطلوباً منه إلغاء التمايزات والخصوصيات التي ستظل حاضرة في خطاب وسلوك كل منهما.

من جانبها، رأت صحيفة الأخبار اللبنانية أن اللقاء خطوة متقدمة في سياق طوي صفحات الخلافات والحروب بين عون وجعجع، كما فتح الرجلان باباً لحوار يؤسس لمستقبل بينهما مختلف عن ماضيهما، رغم أنّ من المبكر الجزم بأي نتائج ملموسة لتفاهمها.

ولفتت الصحيفة إلى حرص جعجع حرص في الختام المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد اللقاء على وضع يده على كتف الأخير (لإظهار المودة بينهما بعد سنوات من التنافس السياسي والصراع).

أما صحيفة النهار اللبنانية فنقلت عن مصادر المجتمعين وصفها أجواء الاجتماع بأنها كانت "ايجابية جداً، كما اعتبرت أن "إعلان النيات" الذي صدر أمس يشكل مشروعاً ورؤية سياسية".