الصحف الاماراتية

اهتمت صحف الإمارات الصادرة اليوم الخميس في مقالاتها الافتتاحية بخطر وتداعيات سيطرة ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" على عدة مدن عراقية على أمن واستقرار العراق ووحدة أراضيه.
وتحت عنوان "الخطر يمشي على قدميه"، حذرت صحيفة (الخليج) من أن ما حدث في العراق خلال الساعات القليلة الماضية ليس هينا، بل يجب أن يؤخذ بجد ويتم التعامل معه على أنه تطور خطر جدا، منبهة إلى أنه جرس إنذار للعراق والمنطقة بأن المخطط التدميري الخبيث متواصل ويحقق نجاحات على طريق تحقيق أهدافه.
وقالت الصحيفة إنه بعيدا عن الأسباب والمبررات لسبب سقوط محافظة "نينوي" وعاصمتها "الموصل" ومناطق أخرى تابعة لمحافظتي "صلاح الدين" و "كركوك"، أكان ذلك مقصودا وبفعل فاعل أم لا أو كان نتيجة تقاعس قيادات عسكرية ما أدى إلى انهيار كامل للجيش العراقي في المناطق المشار إليها، إلا أن ما حصل هو نتيجة لتراكم أخطاء بدأت مع الاحتلال الأمريكي وصولا إلى اليوم مع وجود حكومة المالكي.
وأضافت أن هذا الذي جرى ويجري في العراق يجري مثله في سوريا وفق مخطط مدروس يتم تنفيذه بعناية دقيقة ما يدل على وجود قيادة واحدة تخطط وترسم ولديها إمكانات وقدرات فاعلة ومهمة، الأمر الذي يزيد الشكوك حول القوى الخارجية التي تقف وراء هذه الجماعات وتديرها.
وحذرت الصحيفة من أن سيطرة "داعش" على أجزاء واسعة من غرب العراق وربطها بأجزاء واسعة من شرق سوريا يعني أن هذه المساحة الشاسعة في البلدين باتت في قبضة الإرهاب وأصبحت تشكل نواة لدويلة إرهابية تكفيرية متطرفة يصبح وجودها في حال قامت خطرا وجوديا ليس على البلدين فحسب بل على كل الدول العربية.
وتحت عنوان "داعش تخلط الأوراق"، قالت صحيفة "الوطن" إن تنظيم "داعش" تحول إلى لغز سياسي وعسكري بعد سيطرته العسكرية على "الفلوجة" في "الأنبار" و"الموصل" في "نينوى"، وهو ما لم يكن متوقعا بهذه السرعة التي أدهشت الجميع بمن فيهم النخبة الحاكمة في بغداد.
وأكدت الصحيفة أن معرفة مصادر التمويل سيمكن الدول الرافضة لنشاط تنظيم "داعش" باعتباره تنظيما إرهابيا من محاربته بطريقة مبصرة ووسيلة علمية، خاصة أن انقطاع التمويل سوف يضعف مثل هذه التنظيمات التي تتحمل أعباء هائلة لمعيشة أنصارها وقواتها وشراء الأسلحة ومداواة المصابين بين أفرادها أثناء العمليات العسكرية، وحتى الآن لم يعلن عن مصادر تمويل هذه التنظيمات الإرهابية إما لجهل أو بسبب الاحتفاظ بالمعلومات للاستفادة منها سياسيا واستخباريا وإعلاميا.
كما أكدت - في ختام افتتاحيتها - أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى نفس طويل خاصة وأنها المعركة الأخيرة للجماعات الإرهابية التي تلفظ أنفاسها في مواجهة شاملة مع الدولة المدنية الديمقراطية، وقد يكون العراق المنقسم على نفسه طائفيا عاجزا عن مواجهة تلك الجماعات التي تستفيد من الوضع الطائفي المنقسم كعامل إضعاف لقوة الدولة وأجهزتها، وتجربة فرار القوات العراقية وتسليم الأسلحة لجماعات "داعش" ما هو إلا تعبير دقيق عن تفكك الدولة العراقية، مما أشاع حالة لامبالاة حتى على مستوى الجيش العراقي الذي تهزمه شرذمة من الإرهابيين.