الرياض – العرب اليوم
اهتمت صحف السعودية الصادرة اليوم بالأزمة السورية، خاصة في ضوء اتفاقية وقف الأعمال العدائية المعلنة.
فمن جانبها، وتحت عنوان "الهدنة المخترقة .. والفيدرالية المرفوضة؟" أشارت صحيفة "عكاظ" فى افتتاحيتها الى تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، بأن موسكو تأمل بأن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية، وقالت " من الخطأ الفادح أن تفكر روسيا في تقسيم المقسم في سوريا التي تكالب الأعداء عليها سواء من حزب الله أو الباسيج الذين قاموا بتقسيمها وتحويلها لدولة طائفية، الشعب السوري ما خرج في ثورته ليقسم أرضه، وما قدم الدماء والتضحيات ليتفرق شعوبا وقبائل".
بدورها قالت صحيفة "اليوم" إنه على روسيا ألا تفقد مصداقيتها في العالم العربي والاسلامي، وأن مجاراتها لإيران على حساب الشعب العربي السوري بكامل مكوناته، لن يذهب دون مواجهات غير محتملة ومؤلمة، وأن إيران التي استنفدت اوراقها في المنطقة، لم تعد ايران التي يعول عليها مستقبلا، ولعل التحولات الجارية في العراق وسوريا ولبنان، والعالم العربي والاسلامي مؤشر يستفاد منه في كيفية بناء العلاقات مع القوى العربية والاسلامية الحية.
من جانبها قالت صحيفة "الرياض" إن المملكة لا تريد أن تستمر سوريا ضحية لتجاذبات الدول الكبرى، أو ساحة لتصفية الحسابات بينها، ولأجل ذلك تأمل الرياض في دور لموسكو يسهم في إعادة سوريا إلى حضنها العربي الطبيعي القائم على احترام التعددية والتنوع، فروسيا تدرك تماما أن أسوأ ما تتعرض له الأقاليم هو محاولة اجتثاثها من جذورها.
من جهة أخرى أشارت صحيفة "الشرق الاوسط" الدولية فى طبعتها السعودية إلى الزيارة المرتقبة لولى العهد السعودى الامير محمد بن نايف إلى باريس، ونقلت عن مصادر فرنسية رسمية قولها للصحيفة أن فرنسا ستستقبل مسؤولا رفيعا في مرحلة دقيقة تبرز خلالها علاقاتنا مع السعودية على أنها أساسية٬ والتعاون ضروري٬ بصدد كل الأزمات والحروب التي تعصف بالشرق الأوسط سواء أكان ذلك في سوريا والعراق واليمن أو في ميدان الحرب على الإرهاب٬ أو محاولة إعادة إطلاق مسار السلام في الشرق الأوسط٬ أو توفير الدعم لاستقرار وسلامة لبنان وملء فراغه المؤسساتي.
وبحسب الصحيفة تنوي فرنسا الدعوة إلى مؤتمر دولي موسع (الرباعية الدولية الموسعة بمشاركة أوروبية وعربية ومنظمات وهيئات دولية) في باريس خلال شهر أبريل المقبل من غير الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتحضير الأرضية٬ على أن يتبعه مؤتمر سلام بحضور الطرفين أوائل الصيف.
وقالت المصادر الفرنسية٬ لـ«الشرق الأوسط»٬ إن الرئيس اولاند أقر الخطة التي أعدها وزير الخارجية السابق لوران فابيوس وتبناها الوزير الحالي جان
مارك أيرولت٬ وتم تعيين السفير السابق بيار فيمون٬ الذي كان لسنوات الأمين العام التنفيذي لجهاز السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي٬ ممثلا شخصيا
للوزير الفرنسي مكلفا بمهمة التحضير للمؤتمرين والقيام بالاتصالات اللازمة.
وبحسب هذه المصادر فإن باريس «تعول كثيرا على السعودية» لمساعدتها على إطلاق مبادرتها باعتبار أن الرياض هي صاحبة «المبادرة العربية» التي
تبنتها قمة بيروت العربية في عام ٬2002 وبالنظر لوزنها السياسي وقدرتها على التأثير. ولهذه الأسباب مجتمعة٬ فإن التعاون مع الرياض يبدو بالنسبة لباريس «حيويا» من أجل مساعدة المسؤولين الفرنسيين على توفير الدعم الكافي للترويج للمبادرة ودفعها إلى الأمام في ظل الرفض الإسرائيلي والفتور الأميركي واللامبالاة الأوروبية.