عناصر مسلحة من داعش

كشفت صحيفة أمريكية أن أبوبكر البغدادي الذي كان معتقلاً في قاعدة أمريكية في العراق لسنوات طويلة، قال لسجّانيه لحظة وداعهم وإطلاق سراحه في العام 2009: "نراكم في نيويورك"، في ما لم يكترث السجّانون بالعبارة التي فهم الأمريكيون اليوم معناها بعد أن أصبح البغدادي الرجل الأخطر في العالم.
ويقود أبو بكر البغدادي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وهو التنظيم الذي توسع بشكل مفاجئ داخل الأراضي العراقية أمام تقهقر وتراجع الجيش العراقي، وتمكّن من السيطرة على عدة مدن رئيسية، في ما نشر خارطة لحلم الدولة التي يطمح في إقامتها حيث تضم سوريا والعراق والأردن وفلسطين.
ونقلت جريدة "ديلي بيست" الأمريكية عن الجنرال كينيث كينج أنه يتذكر ما قاله أبو بكر البغدادي لحظة مغادرته السجن عندما قال: "أراكم في نيويورك يا شباب"، وحينها لم يأخذ الجنرال كينج هاتين الكلمتين على محمل التهديد ليكتشف الآن بأن البغدادي كان يعني ما يقول، وأنه كان خارجاً من السجن لمواصلة القتال.
وتقول الصحيفة: إن البغدادي كان يعلم بأن العديد من الضباط والجنود الأمريكيين في مخيم الاعتقال الذي كان يقيم فيه تعود أصولهم إلى مدينة نيويورك، فضلاً عن أن المخيم (مخيم بوكا) ذاته كان يحمل اسم رونالد بوكا الذي لقي حتفه في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
واعتبر الجنرال كينج أن البغدادي كان فقط يمزح، بينما كان البغدادي في انتظار إطلاق سراحه الذي لم يكن سوى مسألة وقت من أجل أن يعود لنشاطه الطبيعي.
يضيف كينج: أنه لم يكن يتخيل خلال أقل من 5 سنوات فقط سيجد أن أبوبكر البغدادي سيتصدر وسائل الإعلام وتقارير الأخبار كزعيم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي القوة المسلحة الأكثر تطرفاً في المنطقة حالياً.
ويتابع كينج: "أنا لستُ متفاجئاً أن يكون هذا الرجل أمضى الكثير من وقته في مخيم اعتقال بوكا، لكنني متفاجئ أنه نفسه الذي كنت أراه"، مضيفاً: "كان الرجل متكبراً، لكنه لم يكن الأسوأ من بين السيئين الذين كانوا هناك".
ويبدي الجنرال الأمريكي الذي تحدث للصحيفة، بحسب ما نقل موقع العربية نت، إحباطه بسبب إطلاق سراح أبو بكر البغدادي في 2009، حيث يقول: "نفذنا العديد من المهمات، وفقدنا الكثير من جنودنا خلالها، من أجل إلقاء القبض عليه، ثم أطلقنا سراحه".
لكن الصحيفة تشير إلى أنه طوال أربع سنوات من اعتقال البغدادي لم يكن الأمريكيون قادرين على التنبؤ بدرجة خطورة هذا الرجل، موضحة أن البغدادي لم يكن حتى محتجزاً في المجمع رقم (14) الذي كان مخصصاً للمعتقلين الأكثر تطرفاً والأكثر خطورة.
ويؤكد كينج هذه المعلومات حيث يقول: إن "أسوأ السيئين كانوا محتجزين في مكان واحد، لكن أبو بكر البغدادي لم يكن من بينهم".
وتنقل صحيفة "ديلي بيست" عن ضابط أمريكي آخر طلب عدم نشر اسمه قوله: "تستطيع أن تعرف عندما يكون أمامك شخص ما يتمتع بمهارات القيادة، تضع علامة بجانب اسمه، وتراقبه في المستقبل"، في ما يقول ضابط آخر: "عليك أن تجلس مع السجين بشكل مستمر لأنهم يتغيرون بشكل مستمر، أحياناً يوماً بعد آخر يتغيرون"