حوادث حافلات نقل المعلمات السعوديات

ركزت صحيفة "سبق" الإلكترونية الصادرة، السبت، على حوادث حافلات نقل المعلمات السعوديات من مختلف المناطق إلى المدارس البعيدة عن مدنهم وقراهم والتي راح ضحيتها هذا العام المئات وباتت مسلسل لا ينتهي.    

وأفردت صحيفة "سبق" تحقيقًا خاصًا بهذا الموضوع تحت عنوان "حوادث المعلمات موت مجاني" على الطرقات في سبيل لقمة العيش، مبينًا أنه مسلسل بات بلا نهاية.

وذكرت صحيفة "سبق"، مربيات الجيل السعوديات من مختلف المناطق اللاتي يسافرن إلى مدارسهن مع بشائر الفجر، ولا يعلم هل يعدن ظهر ذلك اليوم إلى منازلهن وأطفالهن أم أنه كتب عليهن الموت بسبب سائق حافلة طائش أو قائد شاحنة متهور أو طرقات متهالكة، مطالبة بضرورة وضع حلول واقعية تحمي المعلمات من الموت المجاني على الطرقات.

ونقلت سبق، تصريحات لمعاناة المعلمات بهذا الخصوص كما نقلت عن كتاب إعلاميين ومختصين رأيهم وتصوراتهم للحلول مبرزة استياء الإعلامي والكاتب عبدالله الجميلي من تلك الحوادث التي ينتج عنها أرواح تُزهَق وأيتام وإصابات وإعاقات دائمة، وأنحى الجميلي باللائمة على أنظمة التعيين العشوائية، وعلى الطرق، وأيضًا السائقين المستهترين، مؤكدًا على ضرورة  وإعادة النّظر في آلية تعيين المعلمات؛ للحَدّ من توظيفهنّ بعيدًا عن أسَرهنّ، وتفعيل برنامج لَـمّ الشمل، بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة".

وطالَبَ الجميلي، بتوفير سكن مناسب للمعلمات، والطالبات المغتربات؛ على أن يكون مجانيًا أو بأجور رمزية وأن يكون هناك شركات لنقل حكومية أو خاصة بإشراف حكومي، ذات مواصفات عالية، وسائقين مدربين يخضعون للكشف الدوري، مع أهمية تخفيـف الجدول الدراسي للمعلمات المغتربات؛ حتى تَـقِلّ أيام الدوام".

وتساءلت الكاتبة مها الموشي عن سبب تجاهل المسؤولين لوضع المعلمات، مطالبة بضرورة وضع حلول جذرية لتفادي موت المعلمات المجاني في منعطفات الأودية، وبين ممرات الجبال والصحاري والقرى المجاورة للمدن التي يسكن بها، وتعويض أسرهن؛ بدلًا من أن ينتهي الأمر كل مرة بمجرد خبر على صفحات الصحف.

ورأى عميد مركز دراسات العمل التطوعي في جامعة الإمام محمد بن سعود الأستاذ الدكتور عبدالله الرشود، أن قضية توظيف المعلمات باتت مشكلة تؤرق الكثير من الأسر؛ في ظل إيجاد صعوبات إدارية لتوزيعهن في مناطق جغرافية قريبة من مساكنهن، مما أدى إلى تعيين الكثير في أماكن بعيدة نسبيًا، مضيفًا أن هناك تأثير الوصمة على الوزارة وإجراءاتها؛ فهي المتهم الأول في إلحاق المعلمات بعيدًا.

وأشارت سبق إلى أن عدد حوادث المعلمات وصل إلى 6.2 حادثة لكل 100 معلمة منقولة بواسطة مركبة، و3.5 حادثة لكل 100 طالبة منقولة بالسيارة، وفي دراسة أخرى بلغ مجموع أطوال الرحلات اليومية التي تقوم بها معلمات يعملن خارج الرياض أكثر من 598026 كيلو متر يوميًا".