مقر صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية

ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية الصادرة اليوم /السبت/ أن الأكراد يتحينون الفرصة حاليا ويحاولون الاستفادة من الأزمة العراقية لبسط نفوذهم على المزيد من المناطق ، في الوقت الذي يقترب فيه العراق من حافة الانهيار.
وقالت الصحيفة - في تقرير على موقعها الألكتروني - أن الأكراد في محافظة كركوك الغنية بالنفط استطاعوا بسط سيطرتهم بقوة على مداخلها منذ أسابيع مضت ، فيما قام الجنود التابعون لهم بتعزيز أمن حدود المنطقة الجنوبية للمحافظة ، عازلين أنفسهم عن جيرانهم الجنوبيين ، وهم السنة الذين يتعاطف أغلبهم مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش).
وأشارت إلى أن مسعود بارزاني رئيس اقليم كردسان العراق ـ الذي يتمتع بحكم شبه مطلق ـ أعلن في السابق عن نيته في إجراء استفتاء حول الاستقلال عن بغداد ، وهو ما سوف ينجح على الأرجح.
وقالت " إن الأكراد يحكمون بالفعل المناطق التي يعيشون فيها ، وهي أراض مزروعة بحقول القمح وتميزها الجبال الوعرة وتمتد من شمال العراق والحدود الغربية مع تركيا حتى حدود إيران في الشرق ، وذلك منذ أكثر من عقدين من الزمان" ، لافتة إلى أنهم عاشوا فترة ازدهار نجحوا خلالها في تطوير صناعة النفط وتعزيز الأمن حتى وسط الفوضى التي تعم باقي أرجاء العراق.
ومع ذلك، أوضحت (واشنطن بوست) أنه بالنسبة للعديد من الأكراد ، فإن اقليم كردستان لا يمكن أن يُستكمل من دون كركوك ، فيما أكد بارزاني أنه سيجري هذا الاستفتاء بمجرد أن يُضفي الطابع الرسمي للسيطرة الكردية على كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها / وذلك وفقا لنائبين كرديين رفضا الكشف عن اسميهما/.
ورجحت الصحيفة أن خطوة ضم كركوك قد تشعل الصراع مع بغداد ، التي تتمسك بالسيطرة على أراضيها ، وتغضب الحلفاء الغربيين الذين يتخوفون من أن انهيار العراق من شأنه تهديد الأمن الإقليمي برمته ، وهو ما دفع واشنطن إلى دعوة الفصائل المتناحرة للعمل سويا نحو تشكيل حكومة جديدة تُنحي حكومة المالكي.