وول ستريت جورنال

رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية الصادرة اليوم السبت أن إيران تنتهج استراتيجية دقيقة حيال العراق تتمثل في محاولة دعم الشيعة هناك من دون الدفع نحو تأجيج الصراع الطائفي.
واستهلت الصحيفة تقريرها – الذي نشر على موقعها الإلكتروني - بذكر أن إيران تنتهج استراتيجية حساسة تهدف إلى دعم أصدقائها الشيعة والحفاظ على نفوذها في العراق المجاور- حيث تخضع الحكومة المؤلفة من أغلبية شيعية لحصار من جانب المتشددين السنة، ولكن من دون الزج بالمواجهة نحو حرب طائفية صريحة.
وقالت "إن رجال الدين الذين يتمتعون بنفوذ قوي داخل إيران، والمُعينين من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، كرسوا خطبة الجمعة ولثاني أسبوع على التوالي لإدانة الجماعات المسلحة وتأييد الحكومة العراقية، بجانب تشجيع الشيعة على التصرف ضد المتشددين السنة".
وأشارت إلى أن إيران ارسلت بالفعل العديد من مستشاريها العسكريين لمساعدة الحكومة العراقية، وقامت بإلقاء اللوم على دول أجنبية معادية لها مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة في تأجيج أحداث العنف في العراق، كما نشرت ثلاثة كتائب على الأقل من وحدات النخبة بالحرس الثوري في بغداد، وذلك وفقا لمسئولين أمنيين إيرانيين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم.
ومع ذلك، أوقفت طهران ارسال أعداد كبيرة من جنودها في شكل مباشر إلى بغداد، وقامت بدلا من ذلك بتشجيع الإيرانيين العاديين على عبور الحدود ودخول العراق للقتال أو حتى لحماية الأماكن المقدسة لدى الشيعة به.
ورجحت الصحيفة أنه في حالة وقوع هجوم ناجح ضد أحد المزارات الشيعية المهمة في العراق من قبل المتشددين السنة، أو مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش"، فإن العراق سوف يشهد حربا طائفية صريحة، مثلما حدث في عام 2006- وهو الاحتمال الذي يؤرق ذهن القيادة الإيرانية نظرا لإمكانية تمخضه عن اسقاط الحكومة العراقية ومن ثم إجبار إيران على التدخل بشكل مباشر في الأزمة العراقية.
وأفادت (وول ستريت جورنال) أن أكبر مساهمة قدمتها إيران للعراق، أو على الأقل ما أعلنت عنه وسائل الاعلام الإيرانية، تمثلت في مساعدة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على إصلاح مؤسساته العسكرية الضعيفة، ولم تخف إيران حقيقة تواجد قوات تابعة لـ"فيلق القدس" لتقديم النصح للحكومة العراقية وقواتها المسلحة.