الشيخ عماد الدرديري

أكد الشيخ عماد الدرديري مدير قناة "الأزهر تي.في" الإلكترونية أن القناة منبر الوسطية لكل العالم وهدفها تغيير التأثير السلبي للقنوات السلفية على ثقافة البسطاء من ناحية الممارسات والطقوس الدينية.

وقال الدرديري - للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط - "إن القناه بدأت ببث برامجها في أواخر عام 2011 وكانت هذه الفترة عصيبة جدا حيث بدأ يظهر فيها تأثير التيارات الدينية صاحبة الفكر الجهادي المتشدد لذا كان وجود القناة بشيوخها التي درست العلم الصحيح بالأزهر لمواجهة هذا الفكر المضلل والبعيد تماما عن روح الدين الحنيف".

وأشار إلى أن القناة يتابعها ما يقرب من 3.5 مليون مشاهد حول العالم، حيث بثت ما يقرب من 5 ألاف ساعه لبرامج كلها لعلوم الدين الحنيف كما تدرس بالأزهر الشريف.

وحول تمويل القناة، قال الدرديري " لا يوجد أحد يدعم القناة سوى أنفسنا.. فالبداية كانت من خلالي والقناة بدأت بكاميرا بسيطة وبعض معدات الإضاءة، وكذلك وحدة مونتاج متواضعة ثم بدأنا بعد ذلك بتطوير القناة من خلال بعض التبرعات لكن مؤسسة "مصر الخير" والشيخ علي جمعة يعدان هما الداعم الأساسي للقناة هذا بالإضافة لما قدمته إدارة التعليم عن بعد بالأزهر الشريف".

وبشأن الهدف من إنشاء القناة، فقال الدرديري "إنه كان لانتشار القنوات السلفية تأثيرا سلبيا على ثقافة البسطاء من ناحية الممارسات والطقوس الدينية وأغلب هذه القنوات كانت لها أجندات وحسابات خاصة جدا، كما أن من يتعرضون للفتوي أو يتعرضون للبرامج الدينية هم من غير ذي علماء الأزهر وكانوا يقدمون للناس فكرا دينيا مزيفا وبعيدا عن روح الدين الإسلامي الصحيح".

وعن العلماء الذين يظهرون على القناة، فأوضح الدرديري أنه يظهر بالقناة العديد من علماء الأزهر الأجلاء ومنهم الشيخ علي جمعه، والشيخ أحمد عمر، والشيخ شلتوت، فضلا عن العديد من العلماء الأجلاء من أبناء الأزهر الشريف كالشيخ فاتح دياب، موضحا أن كل عصر وله ألية وأدوات مخاطبة الجماهير، وهذا هو سر استمرار الدين الإسلامي الحنيف.

وحول أبرز أعمال القناة، أشار الدرديري إلى أن القناة قامت بإنتاج فيلم تسجيلي عن الرسول محمد، والفيلم كان باللغتين العربية والإنجليزية وحاز على العديد من الجوائز بالعديد من المهرجانات، وجاري إنتاج العديد من الأفلام التسجيلية والأغاني المصورة.

وأعرب عن أمله في قيام تعاون بين الأزهر الشريف والمؤسسات المنتجة للدراما لكي يتم انتاج أفلام ومسلسلات تدافع وتبرز الدين الحنيف بالشكل الصحيح، لافتا إلى أنه كان هناك أعمالا درامية جيدة جدا ولها تأثير في وجدان الناس.

وعن تركيز القناة فقط على الأزهريين، قال الدرديري "لا علي العكس تماما فتخصص القناة لا يتجاوز 10 % من مجموع برامجها، وهي تكون في دروس متخصصة جدا كالنحو وعلوم الفقه أما باقي إنتاج القناة فهو في علوم الدين الصحيح التي يتابعها كافة المسلمين".

وفيما يتعلق بالبرامج الجديدة التي تنوي القناة إطلاقها، فأوضح الدرديري أنهم يتعاونون مع مؤسسة "مصر الخير" في مشروع جديد وهو حفظ ونشر التراث الإسلامي القديم بشرح علماء الأزهر، وسيتم عمل سلاسل تحفظ بعضها بدار الوثائق القومية وبمخازن الأزهر الشريف.

ورفض الشيخ عماد الدرديري ما يثار عن أن ظهور القنوات الدينية تسبب في حدوث شرخ في المجتمع لاستبعادها أصحاب الديانات الأخرى، قائلا "لا أعتقد أن هذا من الممكن أن يحدث لأن أقباط مصر على وعي كامل بكل المؤامرات التي تحاك ضد مصر، كما أن هناك عددا كبيرا جدا من أقباط مصر قرأوا الوضع بشكل جيد، منوها بأن القناة تهتم بتقديم تعليقات لبعض الأقباط بشكل يعزز العلاقة بين الأزهر الشريف والكنيسة".

وعن مواجهة الانحراف الأخلاقي والتطرف الديني، قال "إن القناة تعمل على تقديم برامج تحدد المعني الصحيح لشروط التوبة الصحيحة.. ونحن نقدم الدين بشكل بسيط وسهل يفهمه البسطاء.. ومشكلة أهل التشدد أنهم فهموا الدين خطأ، ضاربا مثلا على ذلك بأن مسألة الخلافة ليست من الدين أساسا بل هي محطة تاريخ مر بها الدين الإسلامي والتاريخ به الخلافة الراشدة ثم ملك عضوض ثم الملكية ثم الرأسمالية فالجمهورية.. فالخلافة كانت محطة تاريخية مرت وانتهت".

ونبه إلى أن القضاء على أي ظاهرة عشوائية بالدين يستدعي من كل المؤسسات التكاتف لشرح المفاهيم الصحيحة للدين وللحياة الإسلامية الصحيحة.