ثلاث حوامل انقذهن الجنود النيجيريون من بوكو حرام

الخيانات الزوجية والعنف الأسري ومشاكل الزواج والعلاقات المعقدة هي من المواضيع المتداولة في مجلات العالم أجمع، لكن في شمال نيجيريا المحافظ، ليس من السائد طلب المشورة في هذا الخصوص ... غير أن ضياء الحق عثمان طاهر تحاول تغيير العقليات على حسابها في "إنستغرام".

وأخبرت السيدة التي أصلها من مدينة باوشي في شمال شرق نيجيريا إن حسابها هذا "منصة رائدة تتيح للنساء فرصة تشارك مشاكلهن وإيجاد حلول لها".

وقد فتحت ضياء الحق صفحة على "إنستغرام" تسمح للنساء بعرض مشكلاتهن من دون الكشف عن الهويات وتلقي المشورة من أخريات.

وشرحت في حديث مع وكالة فرانس برس "إنها منصة تساعد النساء على الانفتاح، من خلال الكشف عن مخاوفهن المكتومة وطلب المشورة لإيجاد الحلول".

وتتضمن الصفحة المتوفرة باللغتين الإنكليزية والهوسية منصة لمناقشة مسائل مثل إدمان المخدرات والطلاق والصعوبات المالية.

وأطلقت هذه المبادرة قبل ثلاثة أشهر عندما قررت ضياء الحق عثمان طاهر توثيق قصة شابة غارقة في علاقة مصيرها الفشل.

وهي أخبرت "لم تكن تريد الأخذ بنصائحي فقلت لها إني سأعرض قصتها على الانترنت لتحصل على آراء جميع معارفي على الشبكة".

وأكدت "كانت ردات الفعل كثيرة جدا وكانت بداية مغامرتي".

وتلقى هذه الصفحة رواجا متزايدا ويتتبعها أكثر من 24 ألف شخص وتم التجاوب مع الرسائل الأربعمئة المنشورة عليها في أكثر من مليوني تعليق.

ونظرا للعدد الهائل للرسائل والأجوبة التي تنشر على الحساب في "إنستغرام"، قرر القيمون عليه توفير المشورة على مدار الأسبوع، بحسب طاهر.

وتتعارض هذه المقاربة الجديدة للمشاكل الشخصية تماما مع العادات السائدة عند النساء في شمال نيجيريا.

وتتناول نسبة كبيرة من النساء دواء مضادا للسعال يحتوي على مسكن كودين لتحمل مشاكلهن لدرجة أن السلطات قررت منع إنتاج هذا العقار وبيعه.

لكن بالرغم من هذا القرار، أفادت الوكالة المعنية بمكافحة المخدرات في نيجيريا بأن 30 ألف زجاجة من هذا الدواء تستهلك كل يوم في شمال البلاد.

وفي نظر طاهر، تعزى مساعي النساء في الشمال المعروفات بتحفظهن إلى الانفتاح لعاملين هما الارتفاع النسبي في مستوى التعليم وضمان عدم الكشف عن الهوية على المنصة الإلكترونية.

وهي أوضحت أن "المشاكل العائلية تعد من المسائل الخاصة التي ينبغي ألا تتدخل فيها أطراف من الخارج ... لكن مزيدا من النساء بات يخرج من عزلته للتكلم عن المشاكل الاجتماعية والعاطفية".

وقد أحيلت حالة من بين خمس حالات عنف أسري عرضت على الصفحة في "إنستغرام" إلى القضاء، إثر حث الضحية على الاحتكام إلى السلطات.

وأقرت  ضياء الحق عثمان طاهر بأنه من الصعب تقييم أثر مبادرتها، لكنها اعتبرت ان المنصة تقدم "مساعدة قيمة" للنساء.

وفي ظل رواج هذه المبادرة، تدعو صاحبتها الخبراء في هذا الشأن إلى تقديم المشورة، من أمثال الأطباء النسائيين وعلماء النفس والمحامين.

وهي ختمت قائلة "أطمح إلى تقديم برنامج تلفزيوني يسمح للمتفرجين بالتحدث مباشرة إلى اختصاصيين يساعدونهم على حل مشاكلهم الاجتماعية".