القاهرة ـ وكالات
أجمع مختصون في علم النفس والاجتماع على أن طلاق الوالدين من أقسى الأحداث، التي قد تؤثر سلباً على نمو الطفل النفسي والمعرفي والسلوكي. وأكد استشاري الأمراض العصبية والنفسية الدكتور مجدي عبدالرحيم أن انفصال الوالدين يولد لدى الطفل صراعات داخلية تعزز الدوافع العدوانية تجاه الوالدين والمجتمع، كما يواجه صعوبات في التكيف عند اضطراره للانتقال من منزله للعيش مع زوج أم، أو زوجة أب، أو حتى في منزل الجدين، لأن الطفل يجد نفسه مضطراً للتكيف مع بيئات منزلية قد تختلف في النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عما اعتاد عليه، ما يتسبب في تأرجح شخصيته، خاصة عندما يدخل في دوامة المقارنة بينه وبين أقرانه الذين يعيشون حياة أسرية مستقرة مع والديهم، فيكون فريسة للقهر والإحباط اللذين يقودانه إلى العدوانية. ويضيف الدكتور مجدي أن هذه الاضطرابات قد تتطور إلى اكتئاب وفقدان الشهية وخسارة الوزن، ما يؤثر على الصحة الجسدية أيضاً. فيما أشارت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح إلى أنه يتوجب على الوالدين المتفقين على الانفصال، الاتفاق على سياسة واحدة للتعامل مع الأبناء، بحيث يتبعان مجموعة من الإرشادات التي تسهم في الحد من التأثير السلبي للانفصال، ومن أهمها العمل بكل الوسائل على أن يشعر الطفل بأنه لم يفقد أحد والديه، وعلى الوالدين الحوار المباشر وغير المباشر مع الأبناء للتعرف على أحوالهم، ومساعدتهم بشتى الطرق، وعدم انتقاد أحد الوالدين للآخر حتى ولو كانت هناك عيوب، ليثق الأبناء في الطرفين، وكذلك الصراحة والوضوح والإجابة عن أي استفسار من الأبناء حتى يشعروا بالطمأنينة، والحذر من تجاهل الأبناء من قبل الوالدين بعد الانفصال، سواء كانوا في رعاية أحد الوالدين أو مع الأجداد، والدقة والالتزام بمواعيد رؤية الأطفال للآباء، إضافة إلى التوازن في التعامل مع الأبناء، وعدم اللجوء للمحاكم إلا في الحالات القصوى التي يستحيل حلها، وتنظيم حياة الأبناء وإشغالهم بما يعوض فقدان أحد الوالدين.