برأ القضاء التونسى اليوم، الخميس، عميد كلية منوبة للآداب الحبيب كزدغلى من تهمة صفع منتقبة فى قضية أثارت جدلا بين العلمانيين والإسلاميين منذ نحو عام. وقال الحبيب كزدغلى، إن "هذه خطوة مهمة على طريق بناء مؤسسة جامعية تفرض نظامها.. لا يمكن أن ندير جامعة بإرادة سياسية أو دينية". وكانت السلطات التونسية تلاحق الكزدغلى بتهمة صفع طالبة منتقبة تم منعها من دخول قاعة الدرس بالكلية بالنقاب، كما قرر مجلس التأديب فصلها لستة أشهر لعدم امتثالها للقرار. وتعود القضية، التى أثارت توترا بين الإسلاميين والعلمانيين إلى شهر مارس من العام الماضى عندما اقتحمت طالبتان مكتب العميد وقامتا ببعثرة محتوياته، واتهمت إحداهما العميد بصفعها دون أن تتمكن من إثبات اتهامها. وأقامت الفتاة، وتدعى إيمان بروحة، دعوى قضائية بعد أن تقدمت بشهادة طبية، لكن لم تعتمدها المحكمة لأن تقرير عمادة الأطباء أثبت أن الطبيب لم "يباشر الفتاة". وأقام الكزدغلى بدوره دعوى قضائية ضد الطالبتين بتهمة التعرض له بالعنف أثناء أدائه لوظيفته. وأنصفت المحكمة الابتدائية فى منوبة اليوم، الخميس، الكزدغلى وقضت فى المقابل بسجن الطالبة إيمان بروحة أربعة أشهر وشهران للطالبة الثانية مع "إسعافهما بتأجيل التنفيذ". وقال العميد الحبيب كزدغلى"أنا سعيد بفشل عملية التأثير على العدالة.. لو تمت إدانتى فسيبعث ذلك برسالة سيئة عن تونس فى الخارج". وأضاف الكزدغلى "العشر أشهر الأخيرة كانت صعبة بالنسبة لعائلتى.. الجميع كان يعلم أن القضية كانت غير عادلة وكان يجب الانتظار ليقول القضاء كلمته، وقد أكد أنه عادل عندما كانت هناك إرادة لكشف الحقيقة".. وتابع "نحن بصدد الاحتفال.. تلقيت التهانى من كل الزملاء فى الجامعة".