احتفلت وزارة التربية والتعليم العالي الإثنين، بافتتاح مدرسة دير سامت الثانوية في مديرية جنوب الخليل، وكذلك بإطلاق أسبوع الثقافة والتراث. وأشاد محافظ الخليل كامل حميد بدعم الحكومة البلجيكية لقطاع التعليم خاصة في المناطق المهمشة والمصنفة (ج) والتي تحتاج إلى دعم ورعاية من كافة الجهات والهيئات المعنية. وأكد عمق العلاقة الاستراتيجية التي تربط الشعبين الفلسطيني والبلجيكي، داعياً إلى مواصلة الدعم للقطاع التربوي؛ باعتباره من أهم القطاعات التي تسهم في تطوير المجتمع والرقي به. وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم العالي محمد أبو زيد، أن المدرسة، تشكل شاهداً على تطور التعليم في فلسطين، وتتمتع بخصوصية نابعة من كون بدايات تأسيسها تعود للعام 1954، حيث كانت البداية في بناء محدود الغرف وعدد الصفوف، وبمرور السنوات تزايد الطلبة، وعدد الغرف، والمراحل الدراسية. وبين أن افتتاح المدرسة، بعد أيام من إطلاق خطة الوزارة الاستراتيجية الجديدة، يؤكد الالتزام والاهتمام بتوفير المزيد من الأبنية المدرسية، ايماناً بالقناعة بأن البيئة المدرسية المحفزّة على التعليم هي الكفيلة بتحقيق التعلّم، وجعل التعلّم متمركزاً حول الطالب، وتطوير استراتيجيات التدريس. ولفت إلى أن المدرسة ستسهم في تجاوز إشكالية تناثر التجمعات السكانية وبما يضمن توفير فرص متساوية من التعليم لكلا الجنسين، كذلك مواجهة عوائق الاحتلال التي تحول دون تطوير أبنية قائمة أو بناء مدارس جديدة؛ نظراً للموقع الجغرافي ما يجعل البناء في كثير من التجمعات ضمانة بتوفير الحق في التعليم. وأعرب أبو زيد عن شكره لدعم الحكومة البلجيكية من خلال الشراكة الفاعلة مع الوزارة وتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع المشتركة التي تسهم في تعزيز التعليم وبناء القدرات لطواقم الوزارة والمديريات. وأشار القنصل البلجيكي العام في القدس برونو جانكس إلى أن افتتاح المدرسة يشكل التزاماً من جانب بلجيكا تجاه أطفال فلسطين، والعمل على توفير فرص تعليمية، وتأكيد الوصول الآمن للمدارس والتعليم في ظل بيئة صحية، وتوفير التعليم لأكثر من 800 طالب من خلال بناء المدرسة وتزويدها بالتجهيزات والمعدات. وشدد على التزام بلاده تقديم الدعم والمساعدة لتحقيق غايات الوزارة وأهدافها في توفير تعليم نوعي للجميع، موضحاً أن دعم بلاده نابع من سعيها نحو إنشاء دولة ديمقراطية حديثة يكون عمادها التعليم وبناء القدرات واستثمار الموارد البشرية التي تسهم في تحقيق التنمية والبناء والحد من الفقر. يذكر أن أسبوع الثقافة والتراث يتضمن افتتاح معرض للتراث الفلسطيني بجهود الاستاذ المتقاعد اسحاق العتال، كذلك أعمالا للأسرى والمعتقلين وأخرى فنية للطلبة، إضافة إلى إطلاق معرض للكتاب بمشاركة عدد من دور النشر الفلسطينية تحت عنوان: 'كتاب في مدرسة'، كما سيشمل الحفل تنظيم أمسية شعرية لعدد من الشعراء والأدباء من فلسطين. وشمل حفل الافتتاح فقرات فنية ودبكة شعبية من قبل طلبة المدرسة وتنظيم حوار شعري تحت عنوان': تأشيرة' للطالبتين رحال ورهف السويطي وكذلك القاء قصيدة بعنوان: ' فلسطينية أنا' للطالبة رغد جواعدة، وكذلك تكريم ثلة من المعلمين المتقاعدين والمميزين والطلبة المتفوقين.. واعتبر مدير تربية جنوب الخليل فوزي أبو هليل أن بناء هذه المدرسة في موقعها الحالي جاء ليمكن الطلبة من الوصول الآمن دون تعرضهم للاعتداءات المباشرة والمتكررة اليومية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال. وبين أن التوجه نحو بناء هذه المدرسة يأتي تماشياً مع توجهات الوزارة في توفير تعليم نوعي للجميع واستهداف المناطق المهمشة والمناطق المصنفة (ج)؛ بهدف تمكين كافة أبناء الشعب الفلسطيني من الحصول على خدمة التعليم رغم كل المعيقات التي يفرضها الاحتلال. بدوره، أعرب مدير المدرسة أحمد الحروب عن تقديره لكافة الجهات التي أسهمت في بناء هذه المدرسة التي تبرهن على الاهتمام برسالة التعليم ودوره في تنمية المجتمعات المدنية. ودعا كافة الهيئات والجهات المعنية والداعمة إلى ضرورة العمل على بناء مدارس جديدة في منطقة تجمع بلدية الياسرية في ظل التزايد السكاني والحاجة الملحة للأبنية المدرسية الجديدة والعصرية.