أكد الدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في حكومة دبي أنه وفقا للدراسات والإحصاءات، سيشهد العام 2020 نموا في استثمار التعليم الخاص في دبي بنسبة 60%، حيث بلغ حجم الاستثمار في التعليم الخاص في دبي العام الجاري حوالي 4 مليارات درهم، مع استمرار الزيادة السنوية في عدد الطلبة المسجلين في المدارس الخاصة بنسبة 7٪ حتى العام ذاته، وهو العام الذي تطمح خلاله دبي في استضافة فعاليات معرض إكسبو الدولي، والأرقام المتوقعة تشير إلى تسجيل المدارس الخاصة في دبي لأكثر من 360 ألف طالب وطالبة، بزيادة تقدّر بنسبة 60٪ من إجمالي الطلاب الملتحقين بالمدارس الخاصة بدبي العام الدراسي الجاري 2012/2013، الأمر الذي يتطلب إنشاء ما يعادل 110 مدارس جديدة. جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر الاستثمار في التعليم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي انطلقت أمس بفندق العنوان في دبي مول وتستمر حتى اليوم، بحضور خبة من القائمين على العملية التعليمية. وأضاف الكرم، أن هناك أربعة مناهج رئيسية وهي: (البريطانية، الهندية، الأميركية، ومنهاج وزارة التربية والتعليم)، فإن المنهج البريطاني يسجّل معدل النمو الأعلى من حيث الزيادة في عدد الطلبة، ومن المتوقع استمرار هذه الزيادة، مشيرا الى أن غالبية الطلبة الجدد الملتحقين بالمدارس الخاصة في دبي يعيشون في المناطق العمرانية الجديدة في دبي، وتشمل حدود شارع الخيل وشارع محمد بن زايد من منطقة جبل علي إلى منطقة مردف. وهي المناطق التي تشهد طلباً متزايداً من حيث تأسيس مدارس جديدة فيها، مؤكدا على أهمية ربط التعليم بمجالات الصناعة المختلفة ومتطلبات سوق العمل في المرحلة القادمة. وأكد المتحدثون في المؤتمر أن الاستثمار في التعليم في الشرق الأوسط شهدا نمواً ملحوظاً، حيث إن المنطقة تستمر في جذب بعض من أفضل المؤسسات التعليمية في العالم وذلك لتلبية الطلب المتزايد. وقد أدت زيادة الطلب في المنطقة المرتبطة بزيادة السكان المحليين والوافدين على حد سواء إلى تزايد الطلب على التعليم الخاص في جميع المراحل المدرسية وما قبل المدرسة، وكذلك على قطاعي التعليم العالي والمهني.ومن جانبه أكد طارق زياد العامري، مدير إدارة الترويج وتطوير الأعمال وقطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة في مجلس أبوظبي للتعليم، أن حجم العائد السنوي من الرسوم المدارس الخاصة في أبوظبي بلغ ملياراً و400 مليون درهم تقريبا، وهناك 10 مدارس جديدة ستفتح أبوابها للطلبة في ابوظبي العام المقبل، موضحا أن هناك 184 مدرسة خاصة، تستوعب ما يقرب من 200 ألف طالب في إمارة أبوظبي، يدرسون حوالي 14 منهاجاً مختلفا. وأضاف أن هناك طلبا متزايدا على المدارس الخاصة، وضمن الجهود المبذولة للمحافظة على معدل النمو السنوي للمدارس الخاصة في إمارة أبوظبي البالغ 5%، يقدم مجلس أبوظبي للتعليم الدعم الكامل للمستثمرين، والمشغلين في قطاع المدارس الخاصة، من خلال تقديم الإرشاد لتحقيق متطلبات القوانين، وتقديم عقود إيجار أراضٍ لفترات طويلة وبأجور رمزية، وتأجير مباني كانت تستخدم سابقا كمدارس حكومية لفترات قصيرة، "حتى تقوم المدرسة بإعداد مبانيها الجديدة"، ومن خلال شفافية الترويج عن طريق نشر تقارير سنوية بخصوص سوق المدارس الخاصة "عدد الطلاب، عدد المدارس الجديدة، معدل الأقساط المدرسية". وأوضح العامري أن مجلس أبوظبي للتعليم يعقد ورش عمل مختلفة للمستثمرين الجادين والملتزمين الذين لديهم خبرة سابقة في قطاع المدارس الخاصة وستستمر بهذا العمل وذلك ضمن جهودها للمساعدة بأقلمة المستثمرين على قوانين مجلس أبوظبي للتعليم ولتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، ومن ضمنها تقديم تعليم عالي المستوى يحقق معايير التعليم الدولية وبأسعار مناسبة". وأكد المتحدثون خلال المؤتمر أن الاستثمار في التعليم في الشرق الأوسط نما نمواً ملحوظاً، حيث تجذب المنطقة أفضل المؤسسات التعليمية في العالم وذلك لتلبية الطلب المتزايد، مما أدى لزيادة الطلب في المنطقة المرتبطة بزيادة السكان المحليين والوافدين على حد سواء إلى تزايد الطلب على التعليم الخاص في جميع المراحل المدرسية وما قبل المدرسة، وكذلك على قطاعي التعليم العالي والمهني. وشارك دينو فاركي الرئيس التنفيذي للعمليات، من مجلس نظم إدارة التربية العالمية المزود العالمي للتعليم المدرسي الخاص في المناقشة التي عقدت اليوم وضمت قادة التعليم لمناقشة الدور الهام الذي يلعبه التعليم الخاص في النمو العالمي للتعليم. وقال فاركي "نحن نشهد انتقالاً في المواقف والقناعات الهامة. اليوم، هناك رغبة جماعية في التخلي عن الجدل الفكري التقليدي حول دور القطاع الخاص في التعليم، لصالح النهج الذي يتطلع لتحقيق شراكة قوية في أي وفي كافة المجالات، وبذلك قد نستطيع تحديد أكثر التحديات أهمية في هذا القرن التعليم عالي الجودة للجميع". لا يقتصر النمو في التعليم على المدارس، حيث تشهد الإمارات العربية المتحدة نموا في مؤسسات التعليم العالي ذات الأسماء الغربية بنسبة 15% سنويا. إضافةً إلى وجود 120,000 طالب التحقوا بقطاع التعليم العالي في المنطقة منهم 78,000 طالب التحقوا بمؤسسات خاصة. ينمو التعليم العالي بثبات في المنطقة، حيث تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة 37 حرماً جامعياً كفروع لجامعات دولية وهذا الرقم هو الأعلى عالمياً. واكد اشوين اسومل، الشريك في مجموعة بارثينون والمتحدث في المؤتمر هذا يقدم فرصة للمستثمرين من القطاع الخاص لوضع رأس مال في مؤسسات التعليم العالي التي تستطيع تقديم نمو مطرد ومتوقع في الدخل، إن معدل النمو الاقتصادي في المنطقة، المتزامن مع ارتفاع مستوى المعيشة حفز نمو قطاع التعليم الخاص". ويجد تقرير أعدته مجموعة بارثينون حديثاً أن هناك تنوعا في المدارس والجامعات التي تدخل منطقة دول مجلس التعاون الخليجي لما تشكله من فرصة كبيرة نحو العالمية، بالإضافة إلى زيادة العوائد المالية. ويجد التقرير أنه في القطاع الخاص تنمو المؤسسات "الخاصة الغربية" أسرع وأكثر بمرتين من باقي سوق التعليم العالي. بحث المشاركون في المؤتمر فرص الاستثمار والتوسع والشراكة للمستثمرين والمشغلين في سوق التعليم الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وينعقد خلال الفترة 21-23 أكتوبر في فندق العنوان في مول دبي. حيث سيسلط الضوء على الفرص الكبيرة للتوسع في الشرق الأوسط للمشغلين والمستثمرين والممولين في مجال التعليم لتطوير أعمال ومؤسسات تعليمية جديدة في أسواق الشرق الأوسط المتنوعة. وأشار المتحدثون الدكتور هاشم وجيه جموه، مدير التخطيط والأداء في قسم التعليم العالي لمجلس أبوظبي للتعليم والبروفسور عمار كاكا، نائب المدير ورئيس الحرم الجامعي في جامعة هيروت وات في دبي وأمول داني، مدير العمليات في الحرم الجامعي في جامعة جورج تاون في قطر والدكتور أيوب كاظم، المدير العام للمجمع التعليمي لمدينة دبي الأكاديمية وفينود أبراهام، مدير الشؤون الخارجية والدولية في جامعة الخليج الطبية إلى فرص مؤسسات التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التوسع في استثماراتها خلال المرحلة المقبلة.