الرياض ـ وكالات
أكدت وزارة التربية والتعليم في السعودية استمرار نظام قبول التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية في جميع مدارسها، نافية على لسان فهد المهيزع مدير عام الاختبارات بها، أن قرار الاستمرارية جاء بناء على عدة استشارات وورش عمل وتقارير علمية مدروسة. وأورد المهيزع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن دراسة النظام وتحليله وتقديم المقترحات والتوصيات من شأنها تطويره ومعالجة أوجه القصور فيه، وتفادي السلبيات التي تم رصدها ميدانيا حوله، مبينا أن دولا عالمية ومتطورة حققت إيجابيات كبيرة جراء تطبيقه في مدارسها. من جانبها قالت الدكتورة رقية المعايطة، المستشارة التربوية في خبراء التعليم لـ«الشرق الأوسط»، إن التقويم المستمر هو وسيلة جيدة للتطوير، شريطة التطبيق الصحيح؛ لأنه يعتمد اعتمادا كليا على أن يتقن الطالب المهارات الأساسية المهمة في المادة، عكس الاختبارات التي تركز على نجاح الطالب بغض النظر عن إتقانه للمهارات الأساسية المطلوبة من عدمها. وحول كيفية إتقان الطالب المهارات الأساسية، أجابت المعايطة بأنه يجب أن يكون هناك تعاون وتكاتف من قبل المدرسة والبيت على غرار تجربتي ألمانيا واليابان، بحيث يقوم المعلم بشرح الدرس شرحا وافيا، ويركز به على المهارة الأساسية في الدرس، ويناقش الطلاب بشكل مركز بها للتأكد من إتقانه من قبل الطلاب، وفي حالة وجود بعض الطلاب الذين لم يتقنوا المهارة الأساسية، عليه أن يفعل الآتي: وضع برنامج مناسب للطالب، كالشرح له بطريقة انفرادية أو غيره، ومن ثم إخطار ولي الأمر بذلك. وأضافت بالقول: «هذا الأمر يتعلق بولي الأمر ومدى استيعابه للتقويم المستمر، ويجب على ولي الأمر أن يكون ملما بالمهارات الأساسية المطلوب من ابنه أن يتقنها، وكذلك أن يكون متابعا دقيقا وموجها بنفس الوقت لابنه للمراجعة المستمرة وعدم الانقطاع عن الدرس، إما بغياب أو غيره. وعطفا على ذلك، ذكرت وجود نقطة مهمة تتعلق بإدارة المدرسة، وعليها أن تشعر أولياء الأمور بالمهارات الأساسية التي يجب إتقانها، وكذلك توضيح ماهية التقويم المستمر واستقبال آراء أولياء الأمور واستفساراتهم بشأن ذلك، ومتى ما اكتملت هذه المنظومة، بإذن الله تعالى، سنجد الفائدة الكبيرة جدا. من جهته قال الدكتور خليل الحربي، أكاديمي سعودي، إن القياس والتقويم مبنيان على المنهج، موضحا المقصود بالمنهج، الذي يشمل كامل العملية التعليمية، بما فيها المقررات، موضحا دورها في بناء المقاييس بنوعيها؛ العام والخاص، وأنه يتم بشروط مقننة ومعايير محددة، واختبارات مسحية من المنهج الدراسي، ومستويات محددة وتحليل وتفسير للنتائج، ثم تطرق لشرح مفصل لآليات هذا القياس؛ النوع والإيجابيات التي يحققها. إلى ذلك خالفت الدكتورة منى الأحمدي، أستاذة المناهج في جامعة أم القرى، بأن التقويم المستمر يحمل مشكلة أساسية، مفادها أنه طبق دون أن توجد له سلفا الأرضية المناسبة للتطبيق؛ ولهذا السبب فهمه البعض بعكس المراد منه، رغم أنه يعتبر الأنسب لتقييم المهارات. وقالت الأحمدي: «كثير من المعلمين يرون أنه زاد من إهمال الطلاب وأدى إلى تراجع مستواهم العلمي، وفيما يحدد الكثير من المعلمين إشكاليات النظام في تركيزه على الحد الأدنى من المهارات والحفظ والتلقين وعدم اكتراث الكثير من المعلمين بآليات التطبيق والزحام الكبير في الفصول، يرى البعض أهمية إخضاع النظام للتقييم بعد سنوات من تطبيقه، خاصة في ظل ضعف مستويات الطلاب في مهارات القراءة والكتابة والحساب». وأفادت بأن ثمة معلمين انخرطوا في مهنة التعليم وهم لا يجيدون التعامل مع هذه المهارات؛ لضعف الخبرة وعدم تدريبهم على أهداف التقويم المستمر، ولتحسين هذا النوع من التقويم لا بد من إعداد معلم جيد قادر على إتقان عملية التقويم، من خلال استحداث مقرر يعنى بالتقويم المستمر في الكليات التربوية إذا استمرت وزارة التربية على إصرارها بتطبيق هذا النظام، ناهيك عن عدم قناعة بعض المعلمين بأسلوب التقويم المستمر، مما يقلل من تحفيزهم للعمل فيه بجدية وهمة عالية، وضعف المستوى الأكاديمي للمعلم، وتمسك بعض المعلمين وتأثرهم القوي بالأسلوب التقليدي للتقويم؛ لأن المعلمين في المرحلة الابتدائية ذوي الخدمة الطويلة في التدريس، يرفضون التغيير في الغالب.›