كشفت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة تعكف حاليا على دراسة تتمحور حول إمكانية إيجاد مدارس خاصة بالموهوبين والموهوبات في جميع مناطق المملكة، وقالت «سوف يتم مراعاة التوزيع الجغرافي الجيد لها داخل المدن لضمان استيعاب أكبر عدد ممكن من الموهوبين والموهوبات، وستقوم الوزارة بتهيئتها بالبنية التحتية المتكاملة من تجهيزات ووسائل ومعلمين ومعلمات مؤهلين ومدربين لتنمية مواهب الطلبة والطالبات بهدف صقلها للوصول إلى مستوى عال من الإبداع والتميز واستثمار المواهب وتوجيهها بشكل سليم». الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم وبالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) والمركز الوطني للقياس والتقويم تنفذ المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين، حيث قام المركز الوطني للقياس والتقويم بحكم تخصصه بإعداد حقيبة اختبار تشمل مجموعة من الأدوات والمقاييس التي يتم التعرف من خلالها على الطلاب الموهوبين والمتميزين والمبدعين، كما تم تطوير أدوات المشروع بعد دراسة ومراجعة مستفيضة لمعظم الأدبيات العلمية في مجال التعرف على الموهوبين، حيث تمت مراجعة العديد من الدراسات والأبحاث والاختبارات والأدوات، وتم في ضوئها تطوير التصور المناسب للطلبة والطالبات الموهوبين بالمملكة، وقد شارك في بناء التصور مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين. ويتم اختيار الطلاب لمثل هذه المدارس وفق شروط وضوابط مقننة من أهمها اجتياز مقاييس الذكاء (القدرات العقلية والتفكير الابتكاري)، والذي يطبق كل عام على أكثر من ألفي طالب من طلاب الصف الخامس على مستوى أي محافظة من قبل إدارة ومركز الموهوبين بها ويتم بعد ذلك اختيار أعلى الطلاب في مجموع المقياسين ثم يخضعون لبعض البرامج المسائية والصيفية التأهيلية لمدة عامين (إبان دراستهم للمرحلتين الخامس والسادس الإبتدائي) ليتم بعد ذلك إلحاقهم بالمدرسة في الصف الأول متوسط وهكذا حتى الثانوية. أما بالنسبة لطاقم التدريس فيتم ترشيح أكثر من معلم في كافة التخصصات ثم تتم تصفيتهم واخضاعهم لاختبارات ومقابلات حتى اصطفاء مجموعة منهم لتبدأ بهم مدرسة الموهوبين انطلاقتها وكذلك الكادر الإداري (المدير- الوكيل- المرشد الطلابي). وتدرس مدارس الموهوبين نفس مناهج وزارة التربية والتعليم ولكن يضاف لها مناهج مطورة ومكثفة في (الرياضيات- العلوم- الإنكليزي- الحاسب)، كما يتم تدريب المعلمين على دمج مهارات التفكير في كافة الدروس والمناهج، إضافة لاستخدام كافة وسائل التقنية الحديثة، فضلا عن خطة البرامج الإثرائية والتربوية وتطوير الذات والتي وضعت بعناية لتلامس وتلبي حاجات وقدرات الطلاب في كافة المجالات (الاختراع والابتكار- الروبو- المواد العلمية)، غير متناسين الجوانب الإبداعية الأخرى غير العلمية أو الجوانب النفسية والوقفات التربوية والرياضية.