الرياض – العرب اليوم
لم يعد الاختبار وحده هاجس الأسر، وإنما تجاوز ذلك إلى عودة ابنها من مدرسته سالما في ظل انتشار الكثير من المهددات والسلوكيات التي تشكل خطرا حقيقيا على الطالب من كل النواحي. فخروج الطلاب من المدرسة بين فترتي الاختبارات والانتظار خارج أسوارها لفترة الاختبار الثانية، يغيب دور الرقابة التربوية إلى حد ما، فالأسرة لا تستطع إجبار ابنها على العودة لمنزله كون يومه الدراسي لم ينته، والمدرسة تعتبر دورها الرقابي يقتصر على حدود فنائها، ما يجعل الطالب فريسة سهلة لمروجي المخدرات وذوي الانحرافات الجنسية، إضافة إلى انتشار ممارسة التفحيط، والكثير من السلوكيات السيئة التي تنشط نهاية كل فصل دراسي.\تحديد وقت الانصراف
وانطلقت مطالبات من أولياء أمور الطلاب وبعض التربويين بإيجاد حلول لتلك المشكلة من قبل وزارة التعليم تكفل حماية الطلاب أثناء الاختبارات، ومن أبرز تلك الحلول المقترحة تقليص الفترة الزمنية بين الاختبارين خلال اليوم الواحد، وإلزام الطلاب بالبقاء في المدرسة حتى انتهاء الجميع من أداء اختباراتهم، ليتسنى لأسرهم معرفة وقت انصرافهم، مستدلين على ذلك بأيام الدراسة العادية التي وصفوها بالآمنة مقارنة بفترة الاختبارات النهائية.
وذكر الأكاديمي والباحث التربوي الدكتور عمر الشهري، أن ظاهرة رمي الكتب المدرسية يجب ألا ينظر إليها كحادثة عابرة، تنحصر آثارها على الطرقات المجاورة للمدرسة، بل تتجاوز ذلك كونها أحد أهم المؤشرات التي تعكس ضعف ثقافة النشء تجاه قيمة الكتاب بصفة عامة، ومعيارا حقيقيا للفجوة الكبيرة بين ما يتعلمه الطالب وما ينعكس على سلوكه. وأشار الشهري إلى أن الحلول المؤقتة التي تلجأ إليها بعض المدارس أثناء الاختبارات النهائية، ومنها إلزام الطلاب بتسليم الكتب للحصول على النتيجة وغيرها من الحلول المؤقتة لم تعد مجدية، بل يجب إدراج مثل تلك المشكلة ضمن خطط المدرسة السنوية، ومعالجتها من خلال المناشط اللاصفية، وإقامة الحملات الطلابية بإشراف المدرسة، بحيث توجه إلى الحد من هذه المشكلة بوقت كاف وبطرق عملية غير مباشرة.
وضعت إدارة المرور خطة مرورية للحد من الاختناقات المرورية والمخالفات التي تنشط في مواسم الاختبارات، وذلك من خلال حضور فرقها الميدانية بالمواقع التي تشهد كثافة مرورية مثل المدارس والجامعات وعلى الطرق المؤدية لها. كما دعت الإدارة العامة للمرور في بيان لها أولياء أمور الطلاب إلى متابعتهم وضمان سرعة عودتهم بعد انتهاء فترة الاختبارات. إلى ذلك رصدت في أول وثاني أيام الاختبارات حضور الدوريات الأمنية بالقرب من المدارس المتوسطة والثانوية في مدينة الرياض