وقع أطفال المدارس المحيطة بميدان التحرير ضحايا لأحداث العنف في ميدان التحرير، وهي مسألة لم يكترث بها الكثير لسخونة المشهد السياسي في مصر. عربية ذهبت إلى المدارس المحيطة بالميدان لمعرفة تأثير ما يقع من أحداث عليهم. كشفت دراسة مصرية طبية حديثة أجريت على تلاميذ المدارس في المنطقة المحيطة بميدان التحرير عن إصابة الأطفال في تلك المدارس بأعراض نفسية بسبب أحداث العنف التي شهدتها تلك المنطقة أثناء ثورة 25 يناير مثل التوتر والقلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. وذلك في سياق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر للعلوم الطبية، الذي نظمه المركز القومي للبحوث الشهر المنصرم. ترى الأستاذة نهى الشرنوبي، وهي مديرة مدرسة الليسيه، أن "الطالب يتأثر نفسيا من الأحداث لاسيما في عمر المرحلة الابتدائية، لأن الطالب في المرحلة الثانوية يدرك معنى الأحداث ويعي تماما ملابسات حرق مدرسته، بينما الطالب في المرحلة الابتدائية مرتبط بمدرسته بشكل عاطفي". وقالت الشرنوبي، التي بدت صامدة أثناء حديث  عربية معها، "الطلاب يخشون الحقن فما بال برؤية مدرسته وكتبه وأدواته تحترق.. الأثر النفسي يكون بالغا". وتروى الشرنوبي موقف حدث لتلميذ جلب مسدس أطفال للمدرسة، وبسؤاله عن أسباب حمل السلاح رد ببراءة قائلا "لكي أدافع عن مدرستي لو حد حاول حرقها مرة أخرى". وأوضحت الشرنوبي أن "الأخصائيين الاجتماعيين والنفسين بذلوا جهودا شتى لاحتواء الأزمة ويتعاملون مع كل حالة على حدة". ويؤكد الأستاذ مجدى خزمان، مدير مدرسة فرير الفرنسية الواقعة بمواجهة المقر الرئيسي لوزارة الداخلية قرب التحرير، لـ عربية أنه "بالرغم من تأثر الطالب نفسيا بالأحداث بيد أن المدرسة تحاول بقدر الإمكان تهيئة الأجواء النفسية للطالب"، وتابع "اضطرت المدرسة إلى تخفيض ساعات الدراسة اليومية لإخراج الطلاب من المدرسة مبكرا". وتحاول إدارة المدرسة تكييف الطلاب بعدم خطورة الأحداث حتى لا يتأثرون نفسيا.