جامعة المنارة

افتتحت في مدينة اللاذقية، الأحد، جامعة المنارة أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية التي تشكل صرحا تعليميا جديدا ينضم إلى الجامعات السورية الأخرى وذلك خلال حفل أقيم في مقرها المؤقت في المشروع العاشر في مدينة اللاذقية.

وأعلن وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف في كلمة له خلال حفل الافتتاح، أن "افتتاح الجامعة هذا الصرح الحضاري يأتي ردًا على الحرب التي تتعرض لها سورية وأرادت أن تعيدها آلاف السنين إلى الوراء، إلى عصور التخلف والانحطاط الفكري والاجتماعي والاقتصادي نتيجة بوادر انتعاشها وتميزها التي بدأت تظهر على المستوى المحلي والعالمي”.

وأكد نداف أن افتتاح الجامعة رغم الحرب التي تشن على سورية يحمل رسالة بأن السوريين “باقون وصامدون ومستمرون في بناء العقل والقدرات والطاقات”، مبينًا أن الدعم المتواصل للسيدة أسماء الأسد رئيسة مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية التي كانت ولا تزال ترعى وتهتم بهذا الصرح اهتماما أساسيًا، أسهم في أن تبصر هذه الجامعة النور وأن تكون على هذا المستوى الحضاري والعصري”.

وأفاد رئيس جامعة المنارة الدكتور محمد ماهر المجتهد أن "افتتاح جامعة المنارة يشكل صرحا تعليميا جديدا يضاف إلى الجامعات السورية لإكمال مسيرة العلم والمعرفة وترسيخ صمود سورية في وجه كل الصعوبا، تتجسد رؤية الجامعة في توجيه العملية التعليمية نحو خدمة المجتمع من خلال تخريج كوادر تتميز بقدرات ومهارات متعددة حيث ترتكز الجامعة على اتباع الأسس المعيارية لقواعد الاعتمادية الدولية في مجال التعليم العالي بالتعاون مع مؤسسات دولية متخصصة في هذا المجال كما قامت بإبرام اتفاقيات تعاون مع مجموعة من الجامعات السورية والعربية والدولية المرموقة أهمها جامعتا دمشق وتشرين السوريتان والبلمند اللبنانية فضلا عن توقيع مذكرات تفاهم أولية للربط مع مجموعة الجامعات الأوروبية-الأميركيولاتينية والشروع بعقد اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في دول أخرى ككندا والصين وروسيا".

وبين المجتهد أن الجامعة تعتمد منهجية تجمع بين المعرفة والخبرة العملية وذلك من خلال الانتقال المدروس من أسلوب التعليم التقليدي إلى التفاعلي حيث افتتحت عدة اختصاصات كالصيدلة وهندسة العمارة وهندسة الميكاترونكس والإدارة المالية والمصرفية والتسويق والتجارة الالكترونية والإدارة السياحية والفندقية بينما تتحضر لطرح اختصاصات أخرى بداية الفصل الدراسي الثاني إضافة إلى تنظيم برامج تنفيذية مدروسة وربطها بمشاريع تنموية اقتصادية واجتماعية وثقافية موضحا أن تأسيس الجامعة جاء تنفيذا لتوجهات مجلس التعليم العالي بتوسيع خارطة المؤسسات الجامعية لتشمل محافظات جديدة من ضمنها اللاذقية وطرطوس واختير مقرها في منطقة البيضة في مدينة بانياس في طرطوس، مضيفًا: "وضعت الجامعة طيفا واسعا من الاختصاصات العلمية الجديدة التي تفتتح للمرة الأولى على مستوى التعليم الأكاديمي منها علوم الصحة والرعاية الصحية وفنون الأداء كالتمثيل والإخراج السينمائي وغيرها من الاختصاصات التي ستطلق تدريجيا بدءًا من الفصل الدراسي الثاني كما تضع الجامعة ضمن أولوياتها ربط التعليم العالي بمجتمع الأعمال الاقتصادي والصناعي والثقافي من خلال اطلاق برامج تعاون بينها وبين الفعاليات الاقتصادية والصناعية المختلفة بما يسمح لكل طرف تحقيق أهدافه ويفسح مجالات عمل واسعة لخريجيها كما سيتم تخصيص جزء من عائداتها لتطوير مرافقها وأنشطتها التعليمية والتنموية كما تقدم منحا دراسية للطلبة وذوي الشهداء والجرحى".

وأوضح رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي أن جامعة دمشق ستقدم ما يلزم من الدعم اللوجستي لإنجاح مسيرة جامعة المنارة بينما لفت رئيس جامعة تشرين الدكتور هاني شعبان إلى الحرص على أن تكون علاقة جامعة تشرين مع المنارة وطيدة ولا سيما أن أول اتفاقية وقعتها الجامعة المحدثة كانت مع جامعة تشرين حيث ستضع الأخيرة خبراتها في خدمة العملية التعليمية فيها، ويأتي افتتاح الجامعة بناء على احكام المرسوم رقم 36 لعام 2001 المتضمن تنظيم المؤسسات التعليمية الخاصة لمرحلة ما بعد الدراسة الثانوية حيث أحدثت بالمرسوم التشريعي رقم 108 لعام 2016 في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس وتتضمن الجامعة كليات الصيدلة وعلوم الصحة والهندسة وادارة الاعمال والتصميم وفنون الأداء والآداب والعلوم على أن يتم إحداث كليات واختصاصات أخرى جديدة بعد موافقة مجلس التعليم العالي وإحداث دراسات تأهيل وتخصص ودراسات عليا “ماجستير ودكتوراه” مستقبلا.