جامعة نايف العربية للعلوم

تنظم جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ممثلةً بكلية التدريب، في إطار برنامج عملها للعام 2017م, برنامجاً علمياً بعنوان "الإجراءات الجزائية في قضايا إيذاء الأطفال"، خلال الفترة من 4 إلى 8 شعبان 1438هـ، في العاصمة السودانية الخرطوم.

ويأتي تنظيم البرنامج في إطار جهود الجامعة للتصدي لظاهرة العنف الأسري، التي تعد ظاهرة عالمية تعاني منها مختلف المجتمعات الأمر الذي يستدعي طرحها ودراستها ومعالجتها بالطرق السليمة والأساليب الصحيحة، ورغبة في حماية الأطفال من الإيذاء من خلال التركيز على الإجراءات الجزائية التي ينبغي اتخاذها ضد من يتعرضون للأطفال بالإيذاء بأي شكل من أشكال العنف.

وجاء هذا البرنامج العلمي لمناقشة الموضوع من جوانبه المختلفة والتركيز على الإجراءات الجزائية التي تسهم في مكافحة هذه المشكلة، إذ يجمع الباحثون الاجتماعيون على أن العنف الأسري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجنوح الأحداث الأمر الذي يستدعي ضرورة الربط بين الجانبين الأمني والاجتماعي للتقليل من جنوح الأحداث ومكافحة هذه الظاهرة التي تفتك بكثير من الأمم وتجعلها تتخبط في جحيم التفكك الأسري المدمر.
 
ويشارك في أعمال البرنامج العاملون في مجال القضاء والعدالة وأجهزة التحقيق والادعاء العام، والجهات الأمنية، والطب الشرعي، ووزارات الشؤون الاجتماعية في الدول العربية.

ويهدف البرنامج إلى تحقيق جملة من الأهداف منها إكساب المشاركين معلومات شرعية وقانونية متخصصة في قضايا مكافحة إيذاء الأطفال، وتعريف المشاركين بالإجراءات الجزائية في قضايا إيذاء الأطفال، بداية من إجراءات الضبط وانتهاء بالمحاكمة، والتعريف بدور الجهات الأمنية وجهات التحقيق والمحاكمة في قضايا إيذاء الأطفال، وتبادل الخبرات العلمية والمستجدات والتجارب بشأن قضايا إيذاء الأطفال.

وسيناقش البرنامج عدداً من الموضوعات، أبرزها حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية والأدلة من الكتاب والسنة على نبذ العنف الأسري والاحكام الشرعية المتعلقة بذلك، والإطار القانوني الوطني للحماية من العنف الأسري والاتفاقيات الدولية ودور الشرطة في قضايا العنف الأسري والمفاهيم المختلفة لإيذاء الأطفال، إضافة إلى أساليب تلقي البلاغات، وطرق البحث والتحري في قضايا إيذاء الأطفال، والقواعد القانونية والنفسية والاجتماعية لسماع أقوال الأطفال ضحايا الإيذاء، والقواعد المهنية لاستجواب المتهم في هذه النوعية من القضايا، وكذلك إعداد التقارير المتعلقة بها، ودور الطب الشرعي في قضايا إيذاء الاطفال، والدور الاجتماعي في قضايا الإيذاء (والإعلام ، والتعليم ـ والمسجد ـ والمدرسة) وأساليب وطرق جمع الأدلة المادية وطرق فحص الأدلة الثبوتية والأنماط الجسدية والنفسية للإصابات في قضايا الإيذاء ودور الادعاء والدفاع في قضايا الإيذاء، ودور الوقاية من العنف الأسري في مكافحة الإرهاب، وإجراءات المحاكمة في قضايا إيذاء الأطفال، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.

يذكر أن الجامعة أولت موضوع حماية الطفل ومكافحة العنف الأسري اهتماماً كبيراً، حيث ناقشت العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت الموضوع من مختلف جوانبه، كما نظمت بالتعاون مع المنظمات الدولية كاليونيسيف عدداً من الدورات والحلقات العلمية حول أمن الطفل وحمايته، وقدمت العديد من الإصدارات العلمية التي أصبحت مراجعاً رئيسية للباحثين في مجال أمن وحماية الطفل ومكافحة العنف الأسري.