استضافت جامعة البترا الروائي الجزائري واسيني الأعرج أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي والذي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، وذلك في محاضرة بعنوان " نرجسية الأنا وحرية التعبير سيرة خارج المألوف". وبين الأعرج في محاضرته أن كتابة السيرة الذاتية ليست سهلة، مشيرا إلى أنه بدأ كتابة سيرته الذاتية، لكنه أخفق وتوفق، ليس بسبب الخوف من سرد خصوصياته، إنما لإيمانه بأنه إما أن يمتلك الجرأة لقول حياته كاملة، والدخول في لحظة حميمية مع القارئ، أو أن لا يكتب إطلاقا. وأشار إلى أنه قرأ للكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس سيرته الذاتية، بعنوان تقرير إلى غريكو ، ووجدها وصلت إلى سقف عالٍ جدا من السرد اللغوي الجميل، لهذا وضع لنفسه هذا السقف الذي ينغمس فيه الخيال بالواقع، وأمنيته أن يكتب سيرة بهذه السوية. وروى الأعرج للعارض الصحي، الذي غير حياته وتعاطيه مع الكتابة، وذلك بتعرضه لأزمة قلبية قبل ثلاث سنوات، وبقي في غيبوبة خمسة أيام، لكنه خرج برؤية أخرى عن الحياة. وفي شهادته أكد الأعرج أن اللغة العربية تمثل العنصر الأساسي في تجربته، وأن علاقته بالعربية عشقية واستثنائية، وهي اللغة التي يبني بها عالما صغيرا من السعادة يتقاسمه مع القارئ، بها ومن خلالها يجسد وفاءه لجدته التي حرضته على تعلم لغة الأجداد دون إغلاق الباب أمام انفتاحه على لغات العصر. ويكتب الأعرج باللغتين العربية والفرنسية، وينتمي إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، وتتجلى تجربته التجديدية بشكل واضح في رواياته العديدة وانجازاته الفريدة والجوائز المميزة التي حصل عليها. وحضر المحاضرة السفير الجزائري في عمان سيدي محمد قوار، والملحق الثقافي في السفارة لطيفة تراي، ونائب رئيس الجامعة الدكتور مروان المولا والعمداء واساتذة الجامعة والطلبة وعدد كبير من الأدباء والروائيين الأردنيين.