حاكم الشارقة

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة اليوم حفل تخريج الفوج الأول من الدفعة 15 من طلاب الجامعة .

وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن إنشاء /مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين/ في جامعة الشارقة لتكون مركزا رائدا ومتميزا في التعريف بإسهامات العلماء العرب والمسلمين  في تاريخ العلوم وعلى أن يلحق بالجامعة أيضا مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك ليكون أحد مكوناتها العلمية الهامة وليعمل على تطوير وتعميم العلوم والثقافة الفلكية والفضائية في الوطن العربي عامة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة.

جاء ذلك ضمن كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة أمام حفل تخريج طلاب الفوج الأول من الدفعة 15 بجامعة الشارقة الذي شهد تخرج 370 طالبا من مختلف التخصصات.

 وقال صاحب السمو حاكم الشارقة // رتل نور جديد يتدفق اليوم من تحت هذه القباب العلمية التي أعلاها الله رب العالمين بتوفيقه ورضاه /جل وعلا/ ثم بجهود وإخلاص الأوفياء من العاملين تحتها.

وهكذا في كل عام نقف هذا الموقف المبارك البهيج فنستشعر رضى الله عز وجل وأجره العظيم لمن يحسن عمله عندما نرى كوكبة جديدة من حملة مشاعل العلم تتحرك باتجاه الحياة العملية مزودة بالعلم والمعرفة ومسلحة بإيمانها الراسخ بقدرتها على صناعة معايير الحياة التي تختارها بما تمتلكه من علم ومعرفة ومهارات تؤهلها لتتبوأ مكانها الذي تستحقه فيها للإسهام في تطوير هذه المعايير على المستوى الشخصي  وتنميتها على المستوى الاجتماعي والوطني العام.

وإنني إذ أبارك لكم أيها الأبناء الأعزاء تخرجكم المبارك الميمون هذا إنما أشارك أولياء أموركم وذويكم وأساتذتكم فرحتهم التي لا يدانيها أية فرحة أخرى بنجاحكم فقد كنتم بالنسبة إليهم الأمل المرجو من الله العظيم وستبقون كذلك أينما كنتم في ميادين حياتكم الموفقة والمباركة بإذن الله تعالى //.

وأضاف سموه // في حفل التخريج الأخير قبل نحو ستة أشهر كنا قد وجهنا القائمين على جامعة الشارقة بالعمل على أن تكتسب الجامعة المكانة العالمية التي تستحقها اعتمادا على أشكال التعاون والشراكة مع الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية العالمية الواسعة وذلك في إطار من التخطيط الاستراتيجي الدولي الذي عليها أن تعمل عليه بالتعاون مع كبار الخبراء والمؤسسات العالمية المتخصصة لتحقيق هذه الغاية كما وجهنا إدارة الجامعة والقائمين على البحث العلمي فيها بالعمل على إنشاء منارة للبحث العلمي في جامعة الشارقة تقف سامقة على مقربة من منارتها في التعليم الأكاديمي وذلك بدمج مراكزها ومختبراتها ومعاهدها للبحث العلمي بصورة متجانسة لتشكل معا هذه المنارة العلمية العالية التي تشع بنورها ليس على المجتمع المحلي فحسب بل وعلى المجتمعات الإقليمية والعالمية أيضا وتؤدي بذلك دورها في خدمة وتنمية الإنسانية بمشيئة الله عز وجل //.

**********----------********** وفي بادرة علمية ثقافية عالمية جديدة قال سموه // وإننا إذ نحمد الله تعالى على توفيقه لنا وللقائمين على تحقيق هذا التوجه في إدارة الجامعة والتي قطعت شوطا مباركا في التأسيس له ولغده المأمول إنما نود أن نؤكد لكم ولأبناء هذا الوطن العزيز بأننا وفي إطار حرصنا على أن تبلغ جامعة الشارقة المكانة العالمية الكبرى التي نتطلع إليها وبأسرع وقت ممكن قررنا أن ننشئ تحت قبابها المباركة /مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين/ لتكون مركزا رائدا ومتميزا في التعريف بإسهامات العلماء العرب والمسلمين في تاريخ العلوم  وبيان أثرهم في العلوم المعاصرة وخدمة الإنسانية للانطلاق نحو آفاق مستقبلية واعدة وتضطلع في رسالتها بمهمة إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي جمعا  وصيانة وتعريفا وتحقيقا ونشرا وترجمة وأن تكون جسرا للحوار والتواصل وميدانا للتفاعل بين الثقافات وإحياء التراث العلمي العربي والإسلامي وصيانته والتعريف به على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية فضلا عن إعداد الباحثين وتدريبهم في مختلف ميادين التراث العلمي العربي والإسلامي ورعاية المهتمين بهذا التراث ودمج مكوناته النظرية والعلمية في المنظومة التعليمية الحديثة باعتباره قاسما إنسانيا مشتركا خدم الحضارة الإنسانية سابقا ويشكل اليوم قاعدة معرفية للتواصل والتثاقف.

ولتعزيز الخطوات الراسخة لجامعة الشارقة باتجاه العالمية قررنا أن نلحق بها أيضا مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك ليكون أحد مكوناتها العلمية الهامة وليعمل على تطوير وتعميم العلوم والثقافة الفلكية والفضائية في الوطن العربي عامة وفي دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة  ويكون بصورة عامة مركزا علميا وبحثيا وتراثيا وثقافيا وتربويا وسياحيا لمختلف الفئات والأعمار في المجتمع من رياض الأطفال إلى المدارس والجامعات والباحثين والعامة من الناس.

وخلاصة القول اننا نتطلع إلى أن تكون جامعة الشارقة قلعة علمية تشع بنورها ليس على المجتمع المحلي والإقليمي فحسب بل وعلى مجتمعات العالم أجمع لعلنا بذلك وبتوفيق من الله تعالى نسترجع بعضا من تراثنا العربي والإسلامي العظيم الذي كنا يوما نشع به على هذا العالم //.

واختتم سموه كلمته بقوله // أسأل الله تعالى أن تكون حياتكم العملية حياة مباركة موفقة بالاعتماد عليه جل وعلا في كل شأن من شؤون حياتكم  وأن تكونوا خير سفراء لجامعتكم التي أعطتكم ما أنتم عليه من علم ومعرفة ومهارات كما أدعوكم إلى الاستزادة في طلب العلم والمعرفة  وتذكروا دائما بأن أبواب جامعتكم مفتوحة لكم دائما لتلبية احتياجاتكم العلمية والمعرفية.

مجددا أبارك لكم ولآلكم وذويكم نجاحكم وأشكر جهود أساتذتكم على حسن تأهيلكم وإعدادكم للتفاعل العلمي والعملي مع حياتكم //.

**********----------********** كما ألقى الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بهذه المناسبة كلمة قال فيها : بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أسرة جامعة الشارقة بجميع أعضاء هيئاتها التدريسية والإدارية والفنية والطلابية أتشرف بأن أقدم أسمى معاني الشكر والتهنئة والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة لتفضله هذا العام وكل عام برعاية وحضور هذه الفرحة الكبرى لسموه أولا ولجامعة الشارقة ثانيا بتخريج هذه الكوكبة الجديدة من حملة مشاعل نور العلم والمعرفة من تحت قباب جامعة الشارقة التي أعلاها صاحب السمو بتوفيق من الله العلي القدير ثم بدأبه وحرصه على الفوز بأجر الله عز وجل لمن يحسن عمله شأنه في ذلك كشأنه في مختلف أشكال البناء الحضاري لمكونات الحياة العصرية في إمارة الشارقة التي تنهض عاليا على قواعد راسخة من الأصالة المستمدة من شرع الله العلي القدير وقيمنا العربية الأصيلة داعيا إلى الله سبحانه أن يديم هذه الفرحة على سموه وعلينا في كل عام.. كما أقدم التهنئة لأبنائي الخريجين ولآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم وذويهم وأساتذتهم راجيا من الله الرحمن الرحيم أن يوفقهم في سعيهم في هذه الحياة كيفما وأينما توجهوا فيها .

وأضاف النعيمي : تعبر مواكب التخريج الثلاثة التي تتخرج اليوم وغدا ضمن ثلاثة احتفالات لجامعة الشارقة وتضم معا /995/ خريجا وخريجة أحدها هذا الموكب الذي يتدفق أمامكم اليوم مزدهرا بفرحة الخريجين وأولياء أمورهم ويضم /370/ خريجا والموكب الثاني الذي سيقام عصر هذا اليوم ويضم /270/ خريجة والموكب الثالث ويضم /355/ خريجة ويقام غدا بإذن الله تعالى.. هذه الأفواج الثلاثة والتي تشكل معا خريجي وخريجات الفوج الأول من الدفعة الخامسة عشرة تعبر تعبيرا عمليا وواقعيا عن شكل عظيم من أشكال النجاح والإنجاز لجامعة الشارقة وهو بالتالي نجاح لمشروع مؤسسها ورئيسها صاحب السمو حاكم الشارقة لأنه يقف وراء بناء كل أركان وقواعد هذا النجاح وبنيته التحتية الأكاديمية منها والعلمية وكذلك الإستراتيجية  خاصة وأن هذا الحفل المبارك يشهد اليوم تخريج أول خريج بدرجة الدكتوراه في جامعة الشارقة حصل عليها شاب من مواطني الدولة و هي أيضا درجة الدكتوراه الأولى في القانون العام على مستوى جامعات الدولة.

وقد اضطرت الجامعة ولكي تتمكن من تخريج هذا الفوج والذي سجل أعلى عدد لخريجي الجامعة وخريجاتها منذ تأسيسها متفوقا بعدد الخريجين عن الطاقة الاستيعابية لهذه القاعة الضخمة ..إلى تقسيم تخريج الطالبات إلى حفلي تخريج متعاقبين يقام أحدهما عصر هذا اليوم ويقام الحفل الثاني غدا ..وفي هذا شكل من أشكال التجسيد لحجم الإنجاز الذي تؤديه جامعة الشارقة في تنمية المجتمع وتنوير أفراده بنور العلم والمعرفة ويشير بالضرورة إلى المكانة التي باتت عليها هذه الجامعة كمؤسسة للتعليم الجامعي المنشود ليس للمجتمع المحيط فحسب بل وللمجتمعات الخليجية والعربية وغير العربية أيضا.

وأردف قائلا : إن كل ما أسلفت هو رمز واقعي أو عملي من رموز المكانة التي آلت إليها جامعة الشارقة على المستوى المحلي والإقليمي ولكن آفاق الطموح أكبر من ذلك بكثير لأنها آفاق عالمية رسمها لها رئيسها صاحب السمو حاكم الشارقة وقد عملت الجامعة على هذه الآفاق تلبية لتوجيهات سموه وحققت فيها الكثير من الإنجازات منها ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ التخطيط الاستراتيجي العالمي وفقا لأحدث النظريات بالتعاون مع المؤسسات والعقول العالمية المتخصصة بالتخطيط الاستراتيجي لوضع الأطر العامة والآليات الراسخة للانتقال بجامعة الشارقة إلى العالمية وقد عمل المتخصصون الأوفياء في الجامعة على رسم الخطط الإستراتيجية لمستقبلها في هذا التوجه على مدى السنوات الخمس المقبلة ومنها أيضا العمل على إنشاء منارة سامقة جديدة لجامعة الشارقة لا تقل أهمية عن منارتها الأولى في التعليم الأكاديمي منارة البحث العلمي وقد تمثل ذلك بالتركيز على الدراسات العلمية العليا من جانب ومن جانب آخر تعزيز دور الجامعة في البحث العلمي ليس لخدمة وتطوير وتنمية المجتمع المحلي أو الإقليمي فحسب بل وللنهوض بمستويات البحث العلمي إلى العالمية لتسهم عائداته في خدمة وتطوير المصالح الإنسانية بوجه عام.

وحتى تتمكن الجامعة من إنشاء منارتها هذه للبحث العلمي وعلى هذا القدر من الطموح بدأت عمليا في تلبية هذه الرؤية العالمية السامية لصاحب السمو رئيسها على عدة محاور من بينها: إنشاء مجلس البحث العلمي والدراسات العليا وتأسيس ثلاثة معاهد بحثية مع تشكيل هيئآتها العلمية والإدارية والفنية والمالية أحدها للأبحاث الطبية والعلوم الصحية والثاني لبحوث العلوم والهندسة والمعهد الثالث لبحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية إضافة إلى معهد القيادة الأكاديمية في التعليم العالي وتطوير طرائق التدريس وتسع مراكز للتميز في البحث العلمي وتحديد العديد من المجموعات البحثية لتشتمل على مختلف التخصصات والكليات يصاحب ذلك خطط دقيقة ومحكمة وواسعة للتفعيل العملي لاتفاقيات التعاون الأكاديمي والعلمي مع نحو /200/ جامعة ومعهد ومركز علمي عالمي وبعض المؤسسات الحكومية المتخصصة في مغارب الأرض ومشارقها أنجز معظمها صاحب السمو حاكم الشارقة ضمن رؤاه النيرة القائمة على منهج تحقيق الامتداد العالمي لجامعة الشارقة والاستفادة من تجارب الآخرين الناجحين وقد كان من أحدث هذه الاتفاقيات  اتفاقية مع جامعة ملقا الإسبانية وكلية ويسكنسون الطبية الأميركية وجامعة ماسترخت الهولندية وجامعة مييه اليابانية وجامعة مونتريال الكندية  وسيصار في القريب العاجل إلى توقيع اتفاقيات تعاون أكاديمي وعلمي مع جامعة كامبريدج البريطانية وجامعة ويست فرجينيا الأميركية ومعهد القضاء الفرنسي وغير ذلك الكثير.

**********----------********** كما جرى الاهتمام بمشاريع وأبحاث طلبة الدراسات العليا العلمية وليس هذا فحسب بل وعمدت أيضا إلى تلبية متطلبات المجتمع بشكل عام من خلال توجيه أبحاث طلبة الدراسات العليا ومشاريع التخرج لدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه لخدمته في إطار من البحث العلمي الرصين لاسيما بعد أن تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالموافقة على قبول الجامعة لطلبات تأسيس كراسي الأستاذية لدعم البحث العلمي وانتشار ثقافته وبعد أن ارتفع معدل الطلب على ذلك من محبي العلم والمحتاجين لدراساته وأبحاثه لتنمية وتطوير أعمالهم من رجالات المال والأعمال ومحبي العلم وعائداته من الخيرين الذين استشعروا قوة جامعة الشارقة ورسوخها في الأبحاث العلمية التي تنتجها حيث بدأت بدعم هذه الأبحاث العلمية التي تحتاجها أعمالهم الاقتصادية أو الصناعية أو الإنسانية بحجز ما اتفق على تسميته بكرسي الأستاذية.. وسأكتفي بهذا القدر من التعريف بمناهج جامعة الشارقة لبلوغ المكانة العالمية وفقا لرؤى صاحب السمو حاكم الشارقة لأنني على ثقة بأن بعضا مما أشرت إليه يكفي تماما لتجسيد الآفاق التي تسعى إليها جامعة الشارقة وبالتالي هي تكفي أيضا للتعريف بالبيئة التي نشأ وينشأ فيها طلبتها أيا كانت تخصصاتهم .

وقال : إن هذا اليوم المفعم بالفرح هو نتاج اجتهادكم وسعيكم للفوز وهو أيضا نتاج رحلة طويلة وشاقة من السهر والرعاية والتضحية من آبائكم وأمهاتكم وأولياء أموركم رحلة أحسنوا فيها تربيتكم وتنشئتكم فأصبحتم على ما أنتم عليه اليوم وما ستكونون عليه غدا بإذن الله تعالى.

لذلك وتقديرا لهذا الدور فإنني أدعوكم لأن تقفوا الآن وتقدموا تحية إجلال وتقدير لآبائكم وأمهاتكم وأولياء أموركم.. تحية خالصة لمجهودهم الطيب في تنشئتكم تعبر عن الشكر والعرفان والامتنان لما قدموه لكم من تضحيات من أجل مثل هذه اللحظات الخالدة .

واختتم مدير جامعة الشارقة كلمته بتقديم الدعوة لصاحب السمو حاكم الشارقة لبدء مراسم تسليم الشهادات للخريجين بقوله : باسمي وباسمكم جميعا أتشرف بدعوة صانع هذا الحدث الأكاديمي الإنساني الهام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة ليزود أبناءه الخريجين بالحكمة الأبوية .

بعدها تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بمصافحة الخريجين وتكريمهم وتسليم الشهادات لهم وسط فرحة عارمة لأهالي الخريجين.

بعد ذلك ونيابة عن الطلاب الخريجين ألقى الطالب الخريج سلطان عبد الصمد الحمادي كلمة جاء فيها :  في صباح شارقي بالعلم يحتفي تتطلع الأنظار إلى فوج جديد من أبناء كبرى الجامعات وجوهرة التاج جامعة الشارقة ملتقى الحضارات.

 ارحب بكم في حفل تخريج الفوج الأول من الدفعة الخامسة عشرة /الفصل الصيفي 2013-2014 والفصل الأول 2014-2015/ واعبر لكم باسمي وباسم زملائي الخريجين عن خالص شكري وعظيم تقديري لكم جميعا على تواجدكم معنا في هذه اللحظة الفارقة من حياة كل خريج حيث نقف على عتبات بوابة جديدة من بوابات الحياة تمتزج في وجداننا مشاعر الفرح والابتهاج ومشاعر الترقب والاستعداد لمواجهة حياة جديدة بما فيها من طموحات وتحديات.

 واضاف: نحن الشباب نعيش في زمن تعاظمت فيه التحديات وبات الناس تتخطفهم ظلمات الجهل والضلال فكنا أحوج ما نكون إلى طريق واضح نسير فيه آمنين على عقولنا من أي فكر دخيل ونبني فيه علومنا على أساس صحيح فكان الطريق الذي خططته ياصاحب السمو لجامعة الشارقة ولمدينتك الفاضلة  الشارقة- ولمشروعك الحضاري المستنير كان هذا الطريق مسلكا عبرنا من خلاله إلى المستقبل واستطعنا أن نجمع بين أصالة العروبة والإسلام وبين مواكبة حضارة العالم الحديث نحمل في يد علما وفي اليد الأخرى غصن السلام والمحبة والتسامح.

 لقد أصبحت جامعة الشارقة بفضلكم ياصاحب السمو دار حكمة عربية تزهو بجمالها وتفاخر بجلالها وغدت قبلة للعلماء والمفكرين الذين استقطبتهم من كل البقاع من أجلنا وجلت العالم لتربط الجامعة بنظيراتها العالمية فيصل إلينا العلم بدلا من أن نرتحل إليه.

 نهديك اليوم تخرجنا في جامعة أسستها على عماد من العلم الرصين وحملتها رسالة حضارية للعالم أجمع مفادها أننا ورثة تاريخ وأصحاب حضارة استفاد العالم من مساهماتها المعرفية عبر العصور فكانت رؤيتك ياصاحب السمو وأنت رجل التاريخ ان يكون أبناؤك في الجامعة امتدادا لهذه الحضارة المجيدة ويساهموا في ازدهار العالم اليوم كما فعل أسلافهم من قبل.

**********----------********** ونستذكر أياما عشناها في رحاب جامعة الشارقة وبين أروقتها نتنقل ما بين قاعات الدرس ومختبرات العلوم والمكتبات والمرافق الرياضية ومواقع التدريب ومراكز الأبحاث حتى وصلنا إلى هذا اليوم الذي نحمل فيه اسم الجامعة بشهادات علمية في تخصصات شتى.

 لقد كانت جامعة الشارقة منذ تأسيسها ومازالت تستقطب طلابا تنوعت مشاربهم وثقافاتهم فاحتفت الجامعة بهذا التنوع ورحبت بالتعارف بين الحضارات فكانت بمعنى الكلمة ملتقى للحضارات.. يقف خلف هذا الجهد مدير الجامعة وأساتذتها وهيئتيها التدريسية والإدارية كانت توجيهاتهم لنا معينة وجهودهم معنا كبيرة واستطعنا بفضل جهودهم أن نصل إلى ما نحن عليه اليوم وادعوكم زملائي الخريجين كما أدعو اساتذتنا الكرام إلى تذكر كل لحظة جميلة عشانا معا والايام الصعبة التي مرت بنا فهي بحق ذكريات لا تنسى.

 لقد بوركت أيامنا وليالينا الدراسية بدعاء الوالدين وكان رضاهما بلسما يبرئ الأوقات الصعبة أب بذل الغالي والنفيس ليرى ابنه يعتلي مقامات العلم وأم مازلت ترعى وتحب وتغرس فينا طموحات واحلام لا حدود لها يستحقون منا اليوم وكل يوم حبا وشكرا وإجلالا لن يصل بأي حال من الأحوال إلى مرتبة رد الجميل..  فرحتهم اليوم لا تضاهيها فرحة وهم ينتظرون منا المزيد فلنكن عند حسن ظنهم ولتكن أيامنا القادمة مباركة برضاهم ودعاءهم والقرب منهم.

 لقد تربينا في هذه الدولة المباركة على أن حب الوطن وقيادته فخر لكل فرد على هذه الارض وأدركنا أن الامم التي تعلي من شأن أوطانها تتقدم وتزدهر وتأمن الشرور ليكن عهدنا لوطننا عهدا متينا من خلال الولاء والانتماء للقيادة ومن خلال العمل الجاد والدفاع عن مكتسبات الوطن فالخريجون هم حماة الوطن بما حازوه من علم ومعرفة وثقافة.

 هذا يوم فرح لنا جميعا ولوالدينا وأهلنا وأحبابنا ومحطة للتزود بشحنة إيجابية ومشاعر جميلة وذكريات وصور ومشاهد نختزنها في قلوبنا وعقولنا وفقكم الله لتحقيق ما تصبون إليه وكتب لكم اياما سعيدة ومستقبلا كبيرا يليق بطموحاتكم.. حافظوا على عهدكم لهذه الارض الطيبة وكونوا رسل سلام تنطلق من هذه الجامعة إلى الدنيا فتنير في بقاع الارض كما تنير النجوم في صفحة السماء.

 واحملكم عهدا اتمنى أن توفوه في كلمة والدنا صاحب السمو في افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الاخيرة قال كلمات وسمت في ذاكرتي قال  محدثا قلبه-: أنا قرية في عالم كبير اسمه العالم العربي.. أنا نقطة في محيط.. ليت لي تلك الأذرع التي أصل بها كل مكان في هذا العالم العربي.. ياصاحب السمو: محبتك في قلوب العرب والمسلمين كفيلة بأن تصل بها إلى كل البقاع في عالمنا والعربي والإسلامي.. اخوتي الخريجين: لنعاهد أنفسنا أن نكون أذرعا تحمل رسالة والدنا صاحب السمو حيث ما حللنا وحيث ما ارتحلنا فنحن أبناؤه ومحبوه وله علينا فضل لن ننساه .

حضر الحفل الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم والشيخ طلال فهد الأحمد الصباح وسعادة عبدالله سلطان العويس رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة وسعادة اللواء حميد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة وعدد من أصحاب السعادة رؤساء ومدراء الدوائر المحلية بالإمارة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية بجامعة الشارقة وممثلي وسائل الإعلام المختلفة وجمع غفير من أهالي وذوي الطلاب الخريجين.