دبى ـ وكالات
افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للإستثمار والتطوير "شروق" يوم أمس في واجهة المجاز المائية، حديقة مرايا للفنون ،إحدى مبادرات مركز مرايا للفنون، والتي تضم مجموعة من الأعمال والفعاليات الفنية بأسلوب جديد مختلف عن المراكز الفنية التقليدية. وتعد حديقة مرايا للفنون مشروعا فنيا يمثل منصة عرض خارجية للمشاريع الفنية الإقليمية والدولية، وستتوسع مستقبلاً لتشمل عدد من الأماكن الواقعة في نقاط رئيسية وحيوية في الشارقة. وتحتضن واجهة المجاز المائية قسمين من أقسام المشروع، الأول حديقة المنحوتات التي تم اطلاقها الأربعاء وستعرض مشاريع الفنانين، والمصممين، والمهندسين المعماريين المحليين والدوليين، والثاني حديقة الفنون للأطفال، التي ستعرف الأطفال على عالم الفن من خلال فنون النحت، والألعاب التفاعلية، والأنشطة التعليمية. وتم خلال حفل الإفتتاح كشف النقاب عن العمل الفني الضخم والمنحوتة التفاعلية بعنوان "هرم الوجود"، للعراقي وفاء بلال، أستاذ في جامعة نيويورك، الذي يعرض باكورة أعماله الفنية في الإمارات عبر حديقة مرايا للفنون. ويستكشف "هرم الوجود" الثقافة البصرية من خلال عدسات العلماء الإسلاميين الرواد، ويتفحص كيف تركت هذه الأفكار تأثيراً عميقاً على التفكير الراهن، والعمل الفني هذا عبارة عن منحوتة متنقلة يبلغ ارتفاعها 5 أمتار وتضم قبة يبلغ قطرها 10.5 أمتار، كما يوجد بداخلها 17 نافذة، 15 منها يوجد بداخلهم عدسات تصوير ميكانيكية واثنتان لإدخال الضوء. ويأتي العمل نتاج اهتمام الفنان منذ فترة طويلة بعمل اثنين من العلماء العراقيين البارزين خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، هما ابن الهيثم والجزري، حيث شكلت إنجازاتهما مصدر إلهام له في دراسته للبصريات والهندسة، حيث قام بإعادة صياغة هذه الأفكار ضمن تطبيقاته الفنية الخاصة، في مجالات تقنيات التصوير الفوتوغرافي، والتصوير وإعادة التصوير، والإعلام الجديد. وقام بلال بابتكار منحوتة تعتمد على اكتشاف الهيثم لأول كاميرا، والطرق الدورانية لإنتاج الحركة الميكانيكية التي اخترعها الجزري. والنتيجة تجربة غامرة لا تنسى تُعيد إنتاج وظيفة الكاميرا ذات الثقب. وقال مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للإستثمار والتطوير (شروق):"يلعب الفن دوراً بالغ الأهمية في النبض الثقافي للأمة، ومن هنا تواصل شروق التزامها بدعم الفنون في إمارة الشارقة والإمارات العربية المتحدة بكل وسيلة ممكنة، ونتطلع إلى رؤية العديد من المعارض، والمشاريع المثيرة والمحفزة الراقية التي من شأنها أن تنير العقول في الشارقة، والإمارات، والمنطقة بالكامل، وتتيح لعشاق الفن فرصة للإبداع والتميز من خلال حديقة مرايا للفنون، منوهاً إلى أن معظم مشاريع شروق ستتضمن مناطق مخصصة لحديقة مرايا للفنون". من جهته قال يوسف موسكاتيلو، مدير مركز مرايا للفنون: "بادرنا في بداية 2012 وكجزء من رؤيتنا ورسالتنا إلى التخطيط لتوسيع برنامجنا، والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، ومن هنا فإننا نواصل رسالتنا مع تأسيس حديقة مرايا للفنون، هذا المشروع الذي يهدف إلى رعاية الفنانين المحليين والدوليين وتشجيعهم على التفاعل مع الساحات العامة، والمشاركة بفعالية في المجتمعات المحلية، ودعوة الوجوه المعروفة والصاعدة في مجالات الفنون، والتصميم، والهندسة المعمارية للخروج بأفكار لإنتاج منحوتات تدعو الزوار إلى التفاعل معها، وبالتالي خلق مشاريع مستدامة".