دمشق ـ جورج الشامي
رصد تقرير جديد للمكتب الإعلامي الخاص بالهيئة العامة للثورة السورية اليوم الاثنين، معاناة إحدى السيدات السوريات في مدينة معضمية الشام في ريف دمشق، تعاني من عدم الحصول على لقمة العيش، ويتناول التقرير أيضاً أوضاع سكان المدينة المنكوبة. واستهل المكتب تقريره بالتعريف بالمرأة السورية، أم محمد واحدة من مئات النساء الباقيات في المدينة، واللاتي اضطررن للقيام بأصعب المهام، بغية تأمين بعض الطعام للأطفال والجرحى الباقين تحت الحصار في معضمية الشام منذ أكثر من عام، في ظروف دعت مشايخ الريف الجنوبي إلى إفتاء جواز أكل القطط والكلاب، أملاً في النجاة. فعلى وقع بكاء أطفالها من الجوع والبرد، لا تجد أم محمد بدَّاً من المخاطرة بحياتها يومياً لتصل الى منطقة تقع على بعد أمتار فقط من جبهات القتال الأولى مع القوات النظامية في المعضمية بريف دمشق بغية إحضار بعض حشائش الأرض تحافظ بها على حياتهم. تقول أم محمد وهي أم لثلاثة أطفال: "إما أن أخاطر بالذهاب إلى الجبهة لجمع بقايا الأشجار، وكسرات الخشب، والتقاط بعض الحشائش الخضراء من الأرض, أو أقبل المخاطرة بموت أطفالي جوعاً وبرداً، وتضيف: "أنا لست المرأة الوحيدة التي تذهب لجمع الحطب فهنالك عشرات من نسوة المدينة يفعلن الأمر ذاته، مخاطرات بحياتهن لتأمين دفء وطعام لأطفالهن في ظل انشغال الرجال والشباب على الجبهات أو سقوطهم جرحى أو شهداء أو معتقلين". وتابع التقرير: الحصول على لقمة العيش في المعضمية يعني الموت، فضمن سياسة "الجوع أو الركوع " التي تمارسها القوات النظامية والميليشيات العراقية والإيرانية على البلدة منذ أكثر من عام، يمنع دخول الطحين، وأما محاولات الحصول على الطعام من المزارع القريبة من المدينة، فستودي حتماً بصاحبها على يد قناصة النظام المحيطين بالمدينة. إم محمد التي تحاول مقاومة دموع نفرت من عينيها تقول: "قطع الحطب الصغيرة هذه ستمكنني من تدفئة المنزل، وطبخ بعض الحشائش كالسلق والسبانخ وأوراق الشجر". ويضيف التقرير: لا يمكن تصور مدى المخاطرة التي تقوم بها أم محمد سوى تخيل المكان الذي تذهب إليه، حيث لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن متاريس الثوار المدافعين عن الخطوط الأولى للمدينة أمام القوات النظامية، في منطقة مكشوفة بين الأشجار تقع تحت النيران المباشرة للقوات النظامية، وللوصول إليها لابد من الركض والتحايل على نيران القناصة، والاختباء والتحفز والحركة السريعة. وقد أصابها دوار نتيجة الجوع، أوقفها عن الحديث لحظات، ثم تمالكت نفسها وقالت: "في معظم الأيام لا يجد الأطفال سوى حبات الزيتون طعاماً, هذا لا يكفي ليصمدوا، وأخشى أن يفتك بهم الموت والمرض دون أن أتمكن من فعل شيء". ثم وجهت السيدة الصابرة رسالة إلى من سيقرأ أو يرى كلماتها، تطالبهم فيها بأن يحسوا بمعاناة أطفال المعضمية، وأن يعملوا على فك الحصار المطبق، وتأمين مستلزمات الحياة للمحاصرين في المدينة في ظل انقطاع سبلها من ماء وكهرباء ودواء وطعام، وإخراج المدنيين منها إلى أماكن آمنة. الخروج من المعضمية لا يعني انفراج حال أهلها فبعد اتفاق خروج بعض أهالي البلدة نهاية شهر تشرين الأول, يتداول الناشطون والسكان أخباراً مريعة عن اعتقال قوات الأمن التابعة للنظام للرجال والشباب والجرحى والأطفال الذين خرجوا من المدينة.. اتفاق كان برعاية الصليب الأحمر والراهبة فاديا لحام المعروفة بلقب "آغنيس مريم الصليب" إحدى أكثر الشخصيات المسيحية الموالية لنظام دمشق. وتواردت أنباء عن أن أولئك المعتقلين نقلوا إلى مقر المخابرات الجوية سيء الصيت في مطار المزة العسكري، أو مدارس تستخدم كمراكز اعتقال في قدسيا بريف دمشق الغربي، خرج بعضهم في حين بقيت أعداد كبيرة من المعتقلين مغيبين مجهولي المصير. أم محمد لم تخرج مع من خرج من المدينة ضمن الاتفاقية الماضية، وفضلت البقاء لأسباب تلخصها بعدم قدرتها على تحمل النفقات خارج المدينة لاستئجار منزل أو إطعام أطفالها، خاصة أن زوجها معتقل لدى النظام نتيجة حراكه الثوري، ثم بحرقة تقول "مالنا غير الله". وتضيف بلهجة واثقة: "هذه بلدتنا وسنصمد فيها، منها بدأت الثورة وفيها سنحتفل بالنصر، سنجوع ونحاصر ولكن لن نركع".