الدوحة ـ أ ش أ
بدأت الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الاجتماع التحضيري الأول للدورة الـ (58) للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة على مستوى المجتمع المدني المقررة خلال الفترة من 10 - 21 آذار المقبل بمقر الامم المتحدة في نيويورك بمشاركة عدد من منظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال المرأة من الدول العربية . وقالت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة فائقة الصالح في كلمتها أمام الاجتماع ، إن الجامعة أولت اهتماما كبيرا بقضايا حقوق وتمكين المرأة بصفة عامة ، وأن هذا الاهتمام تم تجسيده في العديد من المواثيق والقرارات الصادرة عن الجامعة العربية بدءا من استراتيجية النهوض بالمرأة في 2002 مرورا بالميثاق العربي لحقوق الإنسان 2004 وغيرها من المواثيق والقرارات ذات الصلة بشئون المرأة. وأوضح أن الجامعة دأبت على اقتراح الاستراتيجيات ووضع الخطط وبرامج عمل مرحلية وفقا للأولويات في المنطقة العربية ، مما كان له الأثر في تعزيز وتنسيق العمل العربي المشترك في هذا المجال. كما دأبت الجامعة على رفع موضوعات تخص المرأة العربية وحقوقها وأوضاعها لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وكان أخرها قمة الدوحة 2013 ، حيث اعتمد إعلان الدوحة الصادر عنها الخطة العربية لمكافحة الأمية بين النساء. وأوضحت أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو وضع رؤية شاملة حول الآفاق الاستراتيجية للمرأة العربية لما بعد 2015 ، في إطار وضع التقرير العربي الموحد حول التقدم المحرز في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية المعنية بالنساء والفتيات في المنطقة العربية والذي سيعرض على لجنة الأمم المتحدة للمرأة في دورتها القادمة. وشددت الصالح على أن موضوع التقدم المحرز في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية في المنطقة العربية يشغل المسئولين عن القضايا الاجتماعية وقضايا التنمية في دول المنطقة خلال الفترة الأخيرة ، حيث بات الموعد المحدد لبلوغ هذه الأهداف في عام 2015 وشيكا. وأوضح أن تلك الأهداف التي تعهد رؤساء الدول والحكومات بها في عام 2000 بهدف الارتقاء بأوضاع الإنسان في كافة مجالات الحياة ، حيث أكدت البلدان العربية أكثر من مرة التزامها بهذه الأهداف في قرارات اعتمدتها بمؤتمرات القمة العربية التنموية وفي عدد من المجالس الوزارية المتخصصة . وقالت إنه وفقا للتقرير العربي للأهداف الإنمائية للألفية لعام 2013 الصادر عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية نجد أن دول المنطقة العربية أحرزت تقدما كبيرا نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ولاسيما في مجال التعليم ..منوهة بأن التقدم لم يكن متوازنا بين البلدان العربية ولا حتى داخل البلد الواحد ، حيث لاتزال المنطقة متأخرة في بعض الغايات ولاسيما مكافحة الجوع وتخفيض معدل وفيات الأطفال والأمهات والحصول على المياه. وفيما يخص الهدف الثالث الخاص بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ، أكدت الصالح أن المنطقة سجلت تقدما كبيرا نحو تحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم وخاصة في التعليم الابتدائي إلا أن حصة المرأة لاتزال متدنية في سوق العمل حيث لا تتجاوز الخمس من الأعمال المدفوعة الأجر خارج القطاع الزراعي . وبالنسبة للمشاركة السياسية فأشارت الصالح إلى أن حصة المرأة لاتزال محدودة في موقع القرار بينما ازداد تمثيل المرأة في البرلمانات من 2ر6 إلى 12ر7 % بين عامي 2000 و2013 غير أن هذا التمثيل لايزال بعيدا عن المستوى الذي سجلته سائر دول المنطقة . ولفتت الصالح إلى أن قضايا التنمية بالمنطقة العربية لا يمكن معالجتها بمعزل عن الواقع الراهن ، حيث أن ما مرت به المنطقة من تغيرات سياسية واجتماعية خلال السنوات القليلة الماضية كان له أثر في عرقلة مسار التنمية في الاتجاه المرجو والمخطط له. وأكدت أن عملية تمكين المرأة وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هى عملية طويلة الأمد تحتاج لتكاتف كل الجهود من أجل النهوض بأوضاع المرأة . من جانبها ..قالت مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة في الجامعة العربية المستشارة إيناس مكاوي إن الاجتماع الذي يعقد على مدي يومين بالتعاون بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية "إدارة المرأة والأسرة والطفولة " وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومركز المرأة بالاسكوا - يهدف إلى وضع رؤية عربية موحدة حول الآفاق الاستراتيجية للمرأة العربية ، كما يهدف إلى التأكيد على أهمية تضمين الهدف الثالث المعني بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ضمن الأهداف التنموية للألفية لما بعد 2015 ، في إطار الإعداد لوضع التقرير العربي الموحد حول التقدم المحرز في تنفيذ الأهداف التنموية للألفية المعنية بالنساء والفتيات في المنطقة العربية والذي سيعرض على الدورة 58 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة. وأضافت مكاوي إن الاجتماع سيبحث التقدم المحرز في تحقيق المساواة بين الجنسين في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وسبل وآليات تحقيق الأهداف الإنمائية المتعلقة بقضايا تمكين المرأة مثل خفض معدلات الفقر والقضاء على الجوع وتحسين الخدمات الصحية وخدمات الصحة الإنجابية وتحقيق تعميم التعليم الأساسي والحد من تسرب الفتيات من التعليم .