الجزائر ـ وكالات
مباراة حاسمة ستكون تاريخية في السجل الرياضي لإقدام لجنة التحكيم الجزائرية باتجاذ خطوة جريئة لأول مرة بتعيين طاقم تحكيم من الجنس اللطيف لإدارة إحدى المبارايات. ويتكون الطاقم من الثلاثي السيدة عيوني للساحة بمساعدة عراف وميلود، وتعتبر هذه سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية حيث لم يسبق أن أدارت امرأة مباراة بين ناديين على مستوى كبير في أي بطولة من البطولات التي يشرف عليها الاتحاد الجزائري منذ الإستقلال عام 1962 ، بعدما ظل الحكام الرجال يسيطرون على قضاة الملاعب. ومن المؤكد فان إسناد إدارة هذه المباراة لامرأة سيضفي عليها طابعاً خاصاً سواء في المدرجات أو في الملعب بين اللاعبين و يرجح أن تسودها روحا رياضية عالية بالنظر إلى المعاملة الحسنة الخاصة التي سيعامل بها المدربون. ولأن الأمر لم يكن له سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية فانه تحول إلى مادة خصبة في الوسط الرياضي ففضلاً عن تساؤله عن دافع اختيار ملعب تلمسان للإقدام على هذه الخطوة فانه انقسم على نفسه بين مؤيد لها ومعارض، خاصة بأن تلمسان تعتبر مدينة من أكثر المدن الجزائرية محافظة على تقاليدها وتراثها الإسلامي والذي على أساسه اختيرت عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2011. ويرى المؤيدون لفكرة ادارة النساء للمباريات أنه ما دامت المرأة الجزائرية تمارس الرياضة بكافة أنواعها وأنجبت العديد من البطلات فأنه لا يمنع من إسنادها مهمة إدارة مباراة مثلما أسندت للمرأة مهمة إدارة شؤون بلديات وولايات وأحزاب وحتى وزارات، وأكثر من ذلك يرون بأن الفشل الذريع بأن تنحصر الملاعب على الجنس الخشن في مختلف المباريات فان ذلك يمثل دافعا للجنة التحكيمية لتعويضهم بنساء لعلهم يقدمون أداء أفضل من الرجال و يقللون من الأخطاء التي تحولت إلى قاعدة في الجزائر. كما يؤكدون بأن وجود المرأة داخل الملعب يمثل موقع قوة وسيساهم كثيراً في الحد من ظاهرة العنف وقراراتها ستحترم حتى وإن ارتكبت أخطاء صغيرة، على العكس من حكام الرجال الذين ما أن يعلنوا عن خطأ مهماً كان إلا وهرول الجميع نحوه مما يجعله يدير المباراة تحت ضغط شديد يدفعه إلى هفوات لا تغتفر، وأكثر من ذلك يرون بأن تعيين المرأة كحكم سيدفع بالفتيات إلى حضور المباراة في المدرجات مما يقلل من الكلام غير الأخلاقي الذي يتردد بالمجتمع . وبالمقابل فأن المعارضين لهذا الطرح يرون بأن إسناد إدارة المباريات الرسمية في الجزائر للمرأة لا يزال وقته مبكراً و مغامرة محفوفة بالمخاطر ليس لأنها غير قادرة على إدارتها ، و لكن لعوامل أخرى تتعلق بنظرة المجتمع الذي يرى بأن الملعب على الأقل في الوقت الحالي للجنس الخشن حتى و أن كانت الكثير من ملاعب العالم بما فيها ملاعب عربية تعج مدرجاتها بالنساء دون حرج أو أي إشكال . و من جانب آخر يرون بأن المرأة وأن نجحت في إدارة مباريات سهلة يكون فيها أحد الفريقين اقوي بكثير من الآخر فان الأمر يختلف عندما تكون مباراة قوية تحتاج إلى حنكة رجل وليس إلى عاطفة امرأة ، ويستشهدون على طرحهم بما هو سائد في أوروبا.