القدس المحتله ـ وكالات
تكاد المرأة الفلسطينية أن تكون متفردة ومختلفة عن الكثيرات من نساء العالم، لما تحمله من صفات جعلتها تواجه كل ما مرّ بدولتها من ظروف قاهرة زادتها اصراراً وقوة وابداعًا في كل مجالات الحياة، وبالرغم ما وجد في عرقلة مسيرتها إلا أن ذلك لم يوقف عجلة حياتها وابداعها وتميزها. فقد سعت طالبة فلسطينية إلى تحقيق إنجاز مميز يساعد المكفوفين على تعلم اللغات والأرقام بطريقة بريل إلكترونيا بشكل ذاتي ودون الحاجة إلى معلم، مما يوفر حسب ما تؤكد الطالبة كثيرا من الجهد والوقت والكلفة على المكفوفين والمعلمين والمؤسسات المختصة. وتمكنت أماني أبو طير الطالبة بالسنة الخامسة بكلية هندسة الميكاترونيكس في جامعة بوليتكنك من تصميم جهاز أطلقت عليه اسم بريل فيمز بهدف خدمة شريحة المكفوفين، وتأمل أن تسجل براءة اختراعه باسم فلسطين وأن يصبح إنجازها بحوزة محتاجيه في أنحاء العالم. وأوضحت الطالبة أن الجهاز يتميز بإمكانية تعليم لغة بريل باللغة العربية والإنجليزية، إضافة إلى الأحرف والأرقام، مع إمكانية تحميل أية لغة أخرى على الجهاز بما يتناسب مع حاجة المستخدم. واشارت الطالبة إلى أن الفكرة تولدت لديها بعد زيارتها لعدد من مدارس المكفوفين واطلاعها على الصعوبات التي يواجهها الطلبة في تعلم اللغة، نظرا لحاجة كل طالب لوجود معلم خاص به، وهذا لا يكون متوفرا خلال العطل المدرسية، فجاء جهاز "بريل فيمز" لمساعدة المكفوفين في المدرسة والمنزل دون الحاجة إلى مساعده خارجية. وذكرت أن الجهاز لا يحتاج لتوصيله بالحاسوب، وأنه يمكن تشغليه بواسطة البطارية أو التيار الكهربائي العادي، مضيفة أنها تأمل في تحويل إنجازها لمنتج وأن تبادر شركات محلية أو عالمية إلى تبنيه. و من ناحيتها نوهت الطالبة الفلسطينية أنها تمكنت خلال أسبوع من بناء الكود الخاص بالجهاز، لكنها واجهت صعوبة وصول القطع الإلكترونية والميكانيكية من الخارج الأمر الذي استغرق عدة شهور، لكنها أكدت إمكانية إنتاج هذه القطع محليا مستقبلا وبأسعار زهيدة ، مشيدة الطالبة بوالديها اللذين شجعاها على تنفيذ المشروع، ومشرفيها وجمعية الإبداع الفلسطيني الذين ساهموا معها في تحقيقه. و بدوره قال مشرف المشروع المهندس حسين عمرو، إن ميزة الجهاز الجديد هو التعليم الإلكتروني للغة بريل، إذ لا يوجد حتى هذه اللحظة جهاز تعليم إلكتروني، وحاليا يتم الاعتماد على الطريقة العادية والأوراق المطبوعة فقط. وأضاف أنه يمكن من خلال الجهاز تعليم الأرقام والأحرف وأي لغة بشكل سهل وبتكلفة زهيدة مقارنة مع كلفة الطرق التكنولوجية الأخرى، موضحا أنه يمكن لأية مؤسسة أو شخص اقتناء الجهاز في حالة تحوله إلى منتج تجاري.