القاهرة - لبنان اليوم
ما لا يُدركه الكثير من عُشّاق العطور أن لها مسميّات تختلف ويختلف معها تركيزها واستعمالاتها، فهناك عطور بيرفيوم والكولونيا وغيرها، ويُمكن ملاحظة هذه المسميّات بنقوشاتها على العبوّة، فتعرفي معنا اليوم على الفرق بين الكولونيا والعطر.
الفرق بين العطور والكولونيا
في الماضي، كانت العطور تُباع بسعر أعلى من الكولونيا، ويعتبر الكثير أن العطر أفضل في الجودة من الكولونيا، ولكن الحقيقة أنهما نفس المنتج بالتقريب، ولكن يكمن الفرق في أريج العطور بقوتها، والمدة التي تبقى فيها، حيث تبقى العطور 5 أو 6 ساعات، بينما يبقى ثبات الكولونيا من ساعتين إلى ثلاث، بالإضافة إلى اختلاف نسب مكوناتهما وتاريخهما.
تاريخ الكولونيا ومعلومات عنها
الكولونيا أقدم مُصطلح استُعمل للعطور، وهو ماء أو عطر يُنسب لمدينة كولونيا الألمانية، وتمتاز الكولونيا برائحتها الخفيفة المنعشة، التي تُستمد غالبًا من الفواكه والحمضيات، وتتألف من الزيت العطري المُخفَّف في الماء والكحول مع تركيز للأساس بنسبة 5% وكحول بنسبة 70% إلى 90%، وعادة ما تتضمن زيوتًا أساسية، ويعود تاريخ ماء الكولونيا الشهير، أو ما يُعرف بعطر الكولونيا إلى بداية القرن الثامن عشر، ففي حينها كانت مدينة كولونيا الألمانية من أكبر العواصم الأوروبية، وتعيش نهضة صناعية وتجارية لا مثيل لها، واقترن ماء الكولونيا بمخترع هذا العطر، وهو يوهان ماريا فيرينا، الذي جاءت أسرته من ايطاليا لتستقر في مدينة كولونيا وتمارس فيها التجارة، حيث أقامت في أحد أحيائها التجارية محلًا تجاريًّا تحوَّل فيما بعد إلى شركة تحمل اسم العائلة، عائلة فيرينا، ويُستعمل عطر الكولونيا كعطر شبابي وتدوم رائحته لمدة تصل إلى ساعتين على الأكثر، وما زال يحمل حتى اليوم اسم الكولونيا وإن تنوعت أشكاله وتغيرت وصفاته وخلطاته بمرور الزمن، وانتشرت رائحة ماء الكولونيا وسمعته بسرعة بسبب نقائه وجودته، لا سيما في أوساط الطبقات الغنية والنبلاء في العالم بأسره. وكان استعمال ماء الكولونيا مدعاة للتفاخر الاجتماعي ودليلًا على الغنى، وكانت قِنِّينَات ماء الكولونيا تخرج من مصنع عائلة فيرينا في مدينة كولونيا لتذهب إلى صالونات وقصور الأغنياء والقياصرة والأمراء في أوروبا.
تاريخ العطور ومعلومات عنها
العطر هو مستحضر يُصنع من مواد طبيعية أو اصطناعية أو من مزيج يتألف من كليهما، ويقوم العَطَّار بمزج هذه المواد بعضها ببعض ليُنتج العبير الفواح، ويستخدم الناس العطورَ بطرق كثيرة ليُكسبوا أنفسهم والجو المحيط بهم روائح زكية، فمن الناس من يستخدم عطورًا دُهنية أو سائلة لتبقى متعلقة بملابسهم وأجسامهم فترة طويلة، ولعل أكبر قدر يُستعمل من العطر هو ذلك القدر الذي يُستخدم في الصابون، وبخاصة صابون الاستحمام، كما تُضاف بعض الخامات الصناعية المعطِّرة زهيدة الأسعار لبعض المنتجات بحيث تُخفي روائحها غير المقبولة؛ حتى يُقْبِلَ عليها المستهلكون، وكثيرًا ما تُعالج المنتجات الورقية والبلاستيكية والمطاطية بهذه الخامات الصناعية العطرة، كما تشتهر فرنسا كأكبر بلد مصنِّع للعطور، ومنها لوكسيتان، وثبت في التاريخ أن الإنسان منذ زمن مُوغِلٍ في القِدَمِ استخدم نوعًا من العطور، فقد قام بحرق أنواع من النباتات ذات الروائح الفواحة بمثابة بخور يُستخدم أثناء القيام بالطقوس الدينية، وقد استخدم الفراعنة العطر منذ خمسة آلاف سنة، إلا أن العرب هم أول من استخدم تاج الزهرة لاستخراج ماء الزهور منذ 1300 عام، ولم يستعمل العرب تاج الأزهار كعطرٍ فقط، بل استعملوه كدواء أيضًا، ولعل أقدم أنواع العطور في العالم يدعي "عطر الورد"، وقد كان رائجًا جدًّا لدى القبائل العربية، وتُعتبر الأزهار مثل (الياسمين والبنفسج وزهر الليمون والورد وغيرها) من المصادر المهمة لاستخراج العطور، ولكن جوهر العطر يُستخرج من مصادر أخرى غير الأزهار، كالخشب، ولا سيما خشب الأرز والصندل، وجذور الخزامى والزنجبيل والسوسن، ويمكن حاليًّا تركيب العطور من مواد كيميائية بحيث تبدو وكأنها روائح طبيعية.
قد يهمك أيضا: