صنعاء - عبد العزيز المعرس
"اظفر بذات الراتب تربت يداك"، لسان حال الشباب اليمني في ضل الوضع الاقتصادي السيء لبلدهم النامي، ولم يعد الرجل اليمني يرسم صورة حالمة لشريكة حياته خلال التفكير في الزواج، إنما بات يتطلع للاقتران بالمرأة الموظفة بغض النظر عن عمرها ومستوى جمالها وثقافتها.
ففي الأعوام الأخيرة ونتيجة الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد، اتجه أغلب الشباب اليمنيون للزواج بالمرأة الموظفة، حتى وإن كانت كبيرة في السن، ولا تتوفر فيها معظم المواصفات التي يريدها الشاب في شريكة حياته.
وتابعت "العرب اليوم" تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمع يعرف بأنه مجتمع متحفظ وذات عادات وتقاليد في أمور الزواج.
وصرح إبراهيم أحمد في حديث لـ "العرب اليوم"، بأن اكثر ما لاحظه أن الشاب اليمني العامل لايتحمل كامل مسؤليته بعد الزواج خصوصًا فيما يتعلق بالنفقة.
ويرى الدكتور في جامعة الحديدة حذيفه صالح، أن مشكلة الزواج بالموظفات تكمن في أن نسبة كبيرة منهن لا يستطعن التوفيق بين عملهن الوظيفي وخدمتهن لأزوجهن وبيوتهن، ما يؤدي لمشكلات قد تصل أحيانًا إلى الطلاق.
وأضاف صالح أنه يمكن للمرأة التوفيق في ذلك، من خلال ترتيب حياتها وأوقاتها، خاصة عندما يكون الزوج متفهمًا ومتفقًا معها.
ومن جانبها، أكدت الناشطة أفراح الشرعبي، أن إقبال الشاب اليمني على الزواج بالمرأة الموظفة والتخلي عن مواصفات فتاة الأحلام عائد للوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه، فمعظمهم عاطلون عن العمل، ومن يعمل منهم يتقاضى أجرًا زهيدا لا يفي بمتطلبات الحياة اليومية.
وتابعت الشرعبي أن الشاب المقبل على الزواج يختار المرأة التي تتقاضى راتب شهري، لعلمه أنها ستكون عونًا له في حياته وتساهم في رفع مستوى معيشة الأسرة.
وفي نفس السياق، اعتبرت الفنانه التشكيلة أماني البيضاني، أن الرجل اليمني يبحث عن امرأة موظفة من أجل مساعدته في الأحوال المعيشية.
وأضافت أنَه إذا كانت الأوضاع الاقتصادية في البلاد جيدة لن يحتاج الرجال إلى المرأة الموظفة، لكن الوضع أجبره على ذلك فأصبح الشباب يبحثون عنها، بعكس أن تكون جميلة أو من عائلة، والسبب يعود إلى أن الوضع المعيشي أصبح ضيق وسيئ للغاية.
ومن جانبه أفاد، عمر المسلمي، بأن توجه الشباب اليمني للزواج من المرأة الموظفة هي نسبة قليلة لاتتجاوز 30% والآخرين لابحثون عن الزواج من المرأة الموظفة كون العادات والتقاليد والأعراف تحكمهم.
واعتبرت بسمة السعيدي خلال حديث أن لجوء الرجل اليمني إلى الزواج من المرأة الموظفة، هي ليست ظاهرة في المجتمع اليمني من أجل يتم تعميمها، هناك كثير من الشباب لايفكرون في هذا الجانب.
وتابعت السعيدي، أن الرجل اليمني لديه الثقة الكبيرة أن المرأة اليمنية امرأة عظيمة سواء كانت موظفة أم لا.