لوس انجليس ـ العرب اليوم
اعلنت هوليوود بصوت واحد خلال حفل توزيع جوائز غولدن غلوب الاحد الحرب على ثقافة التحرش والعنف الجنسيين المنتشرة في اوساطها مع انطلاق موسم المكافآت السنوية.
وكان فيلم "ثري بيلبوردز آوتسايد إيبينغ ميزوري" للمخرج مارتن ماكدوناه الفائز الاكبر في الامسية مع حصده اربع جوائز ما يعطيه دفعا قويا على صعيد جوائز الاوسكار التي توزع في اذار/مارس.
إلا ان الجوئز لم تكن نجمة الامسية بل النداءات التي اطلقها نجوم كثر حول الحاجة الى لملمة الجراح والمضي قدما.
وقالت الممثلة ومقدمة البرامج النافذة اوبرا وينفري عند تسلمها جائزة عن مجمل مسيرتها "النطق بالحقيقة هو السلاح الامضى المتوافر لدينا جميعا".
واضافت "لفترة طويلة جدا لم يسمع صوت المرأة او لم تؤخذ على محمل الجد عندما كانت تتجرأ على البوح بالحقيقة في مواجهة نفوذ هؤلاء الرجال. الا ان ذلك الزمن ولى!" فوقف لها الحضور مصفقا.
ولونت نخبة نجوم هوليوود السجادة الحمراء بالاسود متخلية على الالوان البراقة للتنديد بسلوك المنتج الهوليوودي النافذ هارفي واينستين واخرين وردت اسماؤهم في فضائح وادعاءات بسلوك غير مناسب.
وتماشيا مع الاجواء السائدة، توزعت الجوائز الرئيسية على افلام وبرامج تلفزيونية تروي قصص نساء مثل "ثري بيلبوردز" و "ليدي بيرد" في السينما و "ذي هاندمايدز تايل" و "بيغ ليتل لايز" على صعيد التلفزيون.
وكانت الرسالة المهيمنة في حفل الجوائز التي تمنحها جمعية الصحافة الاجنبية في هوليوود هي الدعوة الى التغير المتواصل.
وقالت ميريل ستريب التي كانت مرشحة للفوز عن دورها في "ذي بوست"، على السجادة الحمراء "يدرك الناس اليوم وجود عدم توازن في القوة. وقد ادى ذلك الى استغلال في اوساطنا..وهو منتشر على كل الاصعدة".
كانت النجمة الاميركية ميريل ستريب من بين النجوم الذين ارتدوا الاسود تنديدا بفضائح التحرش الجنسي التي طالت اوساط هوليوود خلال حفل توزيع جوائز غولدن غلوب في السابع من كانون الثاني/يناير 2018
وافتتح سيث مييرز الذي يقدم الحفل للمرة الاولى ، الامسية بسلسلة من النكات حول اوساط هوليوود ما بعد حقبة وايسنتين.
وقال الفكاهي الذي يقدم برنامح "ذي لايت نايت شو" عبر "ان بي سي"، "نحن في العام 2018، الماريجوانا باتت مسموحة والتحرش الجنسي ليس مسموحا. ستكون سنة جيدة".
واضاف "بالنسبة للمرشحين الرجال في القاعة اليوم انها المرة الاولى في غضون ثلاثة اشهر لا يثير النطق باسمكم رعدة في نفوسكم".
وقد كان لفيلم "ثري بيلبوردز" من اخراج مارتن ماكدوناه حصة الاسد في الامسية وهو يروي قصة ام تواجه السلطات المحلية لحل لغز قتل ابنتها.
وحصد الفيلم جوائز افضل عمل درامي وافضل سيناريو وافضل ممثلة لفرانسيز ماكدورماند وافضل ممثل في دور ثانوي لسام روكويل.
واكدت ماكدورماند وسط تصفيق الحضور "النساء حضرن ليس للطعام بل بسبب عملهن" مشيرة الى "حدوث زلزال في هيكلية النفوذ في اوساطنا".
إلا ان ماكدوناه خسر في فئة افضل مخرج اذ كانت الجائزة من نصيب المكسيكي غييرمو ديل تورو عن فيلمه الخيالي الرومنسي "ذي شايب اوف ووتر" الذي نال جائزتين على غرار "ليدي بيرد".
وخلت الترشيحات لجائزة افضل مخرج من اسماء نسائية ما اثار تعليقات لاذعة من بعض مقدمي الحفل من امثال ناتالي بورتمان وجيسيكا تشاستاين وباربرا سترايسند.
- "بيغ ليتل لايز" -
وفي حين كانت المنافسة مفتوحة في كثير من الفئات إلا ان فوز جيمس فرانكو بجائزة افضل ممثل في فيلم كوميدي او غنائي استعراضي كان شبه محسوم عن دوره في فيلم "ذي ديزاستير ارتيست".
ونالت ساورشا رونان جائزة افضل ممثلة عن دورها في "ليدي بيرد" الذي حصد ايضا جائزة افضل فيلم وهو من اخراج غريتا غيرويغ.
وفاز غاري اولدمان بجائزة افضل ممثل في عمل درامي عن دوره في فيلم "داركست آور" الذي يجسد فيه بجدارة شخصية وينستون تشرشل خلال الحرب العالمية وعلى صعيد الاعمال التلفزيونية فاز "بيغ ليتل لايز" الذي يعرض عبر محطة "إتش بي او"، بجوائز تمثيل لكل من نيكول كيدمان والسكندر سكارسغارد ولورا ديرن فضلا عن جائزة افضل مسلسل تلفزيوني قصير.
وقالت ريز ويذرسبون التي انتجت المسلسل ومثلت فيه "هذا المسلسل هو عن الحياة التي نعكسها الى العالم التي قد تكون مختلفة تماما عن الحياة التي نعيشها وراء الابواب المغلقة". ويتناول المسلسل مسألة العنف الاسري.
واوضحت "اريد ان اشكر جميع الذين كسروا حاجز الصمت خلال هذه السنة وتحدثوا عن التحرش والاعتداءات".
وقالت كيدمان التي تؤدي في المسلسل دور امرأة تتعرض للتعنيف إنها تأمل ان يحمل هذا العمل واعمال اخرى التغيير فيما حضت لورا ديرن هوليوود الى دعم ضحايا العنف والاستغلال.
وواصل "ذي هاندمايدز تايل" انتصاراته بعد المكافآت التي نالها في حفل "ايمي"، فتغلب على "غايم اوف ثرونز" للفوز بجائزة افضل مسلسل درامي وافضل ممثلة لاليزابيث موس.