مشروع ديلفري بناتي

تحكم وضع الخوذة على رأسها، بعد أن لمت شعرها تحت الحجاب، ترتدي ما يلائم "السكوتر"، تلك الهدية الغالية، التي ألهمتها كثير من الأفكار، تنطلق في طريقها الذي رسمته في رأسها قبل الواقع، فتلتهم الطريق في مسعاها لتحقيق ما قررته لنفسها، إنها نور ماجور، استغلت ندرة شركات الشحن في الإسكندرية، وتغافلت عما يمكن أن يقوله المجتمع كونها فتاة تستقل دراجة نارية، فحققت أرباح، وأهداف، في مجال عمل ندر وجود بنات به.

نور محمد ماجور، صاحبة الـ19 عاما، أهداها والدها وخالها "اسكوتر" اختارته هي بدلا من السيارة، لتستقله للذهاب للجامعة، بعيدا عن الزحام، ولشراء طلبات الأهل والأصدقاء، فجاءت لها فكرة تنفيذ مشروع "نوفري" اختصارا لـ"نور ديليفري"، لتوصيل الطلبات للمنازل بالاسكوتر لأي مكان في الإسكندرية.

وبدأت "نور"، بتنفيذ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بتشجيع كبير من أصدقائها، ودعم والديها، ولاقت الفكرة قبول كبير في الاسكندرية، ما بين عملاء يطلبون أوردرات أكل، وشركات تعمل "أون لاين"، وأخرى تبيع مخبوزات، ومطاعم لا يوجد بها أفراد ديليفري، فتعمل هي في توصيل الطلبات.

ووضعت "ماجور" شروطها للتوصيل قائلة: "مش بطلع بيت أي حد العميل هو اللي بينزل يستلم الحاجة من على الباب أو من خلال الحارس ودة أمان ليا أكتر وللعميل كمان".

تعرضت الفتاة المشرفة على الـ20 عاما، لانتقادات سلبية، منها "انتي مش محتاجة الشغل"، "بتبهدلي نفسك ليه دة شغل رجالة"، وقالت: "وفي ناس بيغلسوا، ويكسروا عليا في الشارع"، إلا انها لم تلتفت لهذه الانتقادات، أو المضايقات فهي ترى أن من حق أي شخص أن يقوم بالشيء الذي يسعده وأهم شيء الثقة، والتركيز على تحقيق الهدف بعيدا عن أي تعليقات هادمة.

حققت الفتاة الشابة أرباح جيدة، منذ بداية مشروعها، أغسطس الماضي، لكنها تهتم برضا العملاء، أكثر من الربح، فهو طريقها لتوسيع المشروع، في باقي محافظات مصر، ثم الوصول للعالمية: "حلم حياتي إن نوفري يوصل للعالم كله".