أليس فايدل رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا"

أثارت تصريحات عنصرية داخل البرلمان الألماني لرئيسة كتلة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردود فعل منددة، حيث لجأ بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى الرد بأسلوب تهكمي وساخر على تصريحات السياسية الألمانية. كيف ذلك؟

في كلمة لها خلال جلسة عمومية داخل البرلمان الألماني الأربعاء الماضي "16 مايو/ أيار 2018" تهجمت أليس فايدل، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، على سياسية الهجرة واللجوء التي تنهجها حكومة بلادها. وقالت فايدل "برقع وفتيات بحجاب ورجال مسلحين بسكاكين وعابثون آخرون لن يضمنوا رخاءنا ولا نمونا الاقتصادي، ولا الرفاهية الاجتماعية بصفة خاصة".

وكما كان متوقعًا فردود الفعل المنددة بتلك التصريحات لم تقتصر على قبة البرلمان بل انتقلت إلى الرأي العام الألماني من مختلف القطاعات والفئات خصوصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومن بين أبرز ردود الفعل رسالة تضامن مع المحجبات وجهها جو كايزر رئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز" الألمانية. ففي تغريدة له على موقع "تويتر"، كتب "من خلال أفكارها القومية  تسيء السيدة فايدل إلى سمعة بلدنا في العالم، وتحديدًا في المكان الذي هو المصدر الرئيسي للازدهار الاقتصادي الألماني".

أما أحد المغردين فقد ذكر السياسية الألمانية عبر تغريدة له على موقع تويتر أن جدتيه كانتا ضمن النساء المحجبات اللواتي قمن بتنظيف الشوارع من الحطام الذي خلفته الحرب العالمية الثانية في عام 1945و1946، ونشر مغردون آخرون صورًا لراهبات في ألمانيا وأوروبا للتعبير على أن ارتداء الحجاب لا يقتصر على النساء المسلمات فقط. أما مغرد آخر فنشر عبر تويتر صورًا لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وهي تضع غطاء على رأسها. وعلق صاحب التغريدة على صور الملكة البريطانية قائلًا "انظري يا أليس فايدل هنا فتاة أخرى محجبة".

وشملت ردود الفعل، نساء محجبات ناجحات في مجال عملهن في قطاعات مختلفة. فقد وجهت طبية أسنان رسالة لا تخلو من التهكم عبر منشور لها على "فيسبوك"، إلى السياسة الألمانية قائلة " للأسف أنا مجبرة على أن أخالفك الرأي. أنا طبيبة أسنان منذ كان عمري 29 عامًا وأنا ناجحة في مجال عملي. وأدعوك لزيارتي والاستفادة من خدمة مهنية ومجانية مني لك لتنظيف الأسنان".

وكان رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ شويبله أول من صدر منه رد فعل على التصريحات التي أدلت بها رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي. وقال إن تصريحات أليس فايدل "تقوم بالتمييز بذلك ضد جميع النساء اللائي ترتدين الحجاب". ودعا إلى الانضباط.

 وبدوره أوضح فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في تعقيبه "أن الطريقة التي تحدثت بها فايدل عن أشخاص آخرين، ليس لها أي صلة بصورة الإنسان المسيحي". وتابع قائلًا في تعليقه على كلمة فايدل: "ما فعلتيه اليوم هو النقيض تمامًا لذلك "لهذه الصورة"، ويتعين عليك أن تشعري بالخجل حياله". 

وصدرت من الكثير من البرلمانيين خلال كلمة أليس فايدل أصوات تأفف. وصنفت  الأمينة العامة لحزب ميركل أنيغريت كرامب - كارينباور، الخميس، 16 مايو/ أيار 2018، حزب البديل الألماني بأنه مأوى للمتطرفين اليمينيين.