انتشرت تطبيقات عدّة على الهواتف الذكية تسمح للأزواج بمعرفة أفضل الأوقات للتخصيب الجنسي، عبر حساب دورة التبويض الشهرية لدى المرأة، ثم إرسال رسالة قصيرة على الهاتف لتنبيه الأزواج بأن الوقت بات مناسبًا للتخصيب، ومنها على سبيل المثال تطبيقات "ساعتي البيولوجية"، و"غلو"، و"إي بيريود". ولا يخلو عالم التطبيقات على الهواتف الذكية من الجديد والغريب، حيث أصبح يطال كل مناحي حياتنا تقريبًا، ومنها تطبيقات تساعد الأزواج الراغبين في الإنجاب على معرفة الأوقات المناسبة لممارسة مثمرة للحب. وتعدُّ الفكرة وراء التطبيقات بسيطة للغاية، حيث تقوم المرأة بتسجيل مواعيد دورة التبويض الشهرية في التطبيق، ثم تتلقى بعدها رسالة قصيرة تسرد أفضل المواعيد للتخصيب. وأوضح طبيب النساء، والاختصاصي في العلاج بالهرمونات كريستيان جامان، بشأن فاعلية التطبيقات، أنّ "أفضل طريقة لإنجاب الأطفال هي أن يعرف الأزواج بعضهما البعض جيدًا"، مشيرًا إلى أنّ "التاريخ المحدّد للتبويض عند النساء اللاتي تأتيهم الدورة الشهرية بانتظام لا يمكن توقعه، فما بالنا باللاتي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية". وبيّن أنّ "كل الأيام خلال الدورة مناسبة تمامًا لإحداث التخصيب ما عدا اليومين الأول والثاني التاليين للتبويض، وأفضل حل للحصول على أطفال هو ممارسة الحب مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا وبانتظام، وهو أمر مهم لصحة الحياة الزوجية، وأكثر فعالية، أما ممارسة الحب بالطلب يقضي على الرغبة، والحنان، بين الأزواج، ويخلق نوعًا من العقم السيكولوجي". ويرى الطبيب أنّ "هذا النوع من التطبيقات قد يكون وسيلة جديدة لمنع الحمل، عبر تجنب الأيام التي ترتفع فيها نسبة الخصوبة، لكنها لا تعد الوسيلة المثالية لمنع الحمل، فحتى مع استخدام هذه التطبيقات، مصحوبة مع جرعة يومية من الهرمونات، فإن نسبة حدوث الحمل تصل إلى 17%، وهي نسبة كبيرة بلا شك"، مشيرًا إلى أنّه "من الأفضل نصح الأزواج باستخدامها في حالة وحيدة، وهي الرغبة في تأخير الحمل فقط، دون أن يمثل الحمل غير المقصود مشكلة لهما". ويتفق الدكتور كريستيان مع الرأي الرائج بأن كثرة تطبيقات متابعة الحمل، وتلك التي تساعد المرأة على منع الحمل، والتخصيب، ستجعل دور طبيب النساء محدودًا، وربما تعوضه يومًا ما، موضحًا أنّ "أطباء النساء هم فعلاً في طريقهم للانقراض، حتى دون وجود هذه التطبيقات"، لافتًا إلى أنّ "هذه التطبيقات، على الرغم من منفعتها، لا يمكن أن تحل محل اختصاصي متمكن من عمله، وربما تكون خطرًا على الصحة في بعض الأحيان، إذا ما أسيء تفسير المعلومات المستقاة منها، أو إذا طرحت عليها الأسئلة الخطأ".