برزت نساء العالم العربي كأهمّ ضحايا مشكلة البطالة المتقرحة في المنطقة بسبب ضعف الاستثمار والعوائق الاجتماعيّة التي تواجههن، ونرى أن 3 من كلّ 4 نساء عربيّات عاطلات من العمل، فيما تبلغ نسبة البطالة بين جيل الشّباب 15% في عدّة بلدان من الشّرق الأوسط، ويأتي ذلك وفق ما أشارت إليه إنجير آندرسون، نائبة رئيس منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي ومقرّه واشنطن. إضافة إلى ذلك، يشير البنك الدولي، إلى أنّ أسواق العمل في المنطقة العربيّة لا تخلق فرص عمل كافية، ويستند إلى تقرير أجراه أخيراً ليقول إنّ حصّة المرأة من سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدَّر بـ 2.25% فقط، وهذه النسبة هي الأكثر انخفاضاً في العالم وذلك بسبب العوائق الاجتماعية والثقافات البالية، ويؤكّد أن لا علاقة للدين بذلك لأن النساء هنّ من أكبر المساهمات بسوق العمل في عدّة دول مسلمة أبرزها أندونيسيا وبنغلادش. إلى ذلك، يعتمد صندوق النقد العربي ومقرّه أبو ظبي، على دراسة حديثة ليشير إلى  أن بلدان المنطقة بحاجة إلى خلق 40 مليون وظيفة على الأقلّ بحلول عام 2020 لمعالجة البطالة التي تعود أسبابها بشكل رئيسيّ إلى النمو السكانيّ المتزايد والاقتصاد الضعيف في عدّة دول. وعلى الرّغم من تراجع النسبة من 14.3% عام 1990 إلى حوالى 13.5% حالياً، ما تزال نسبة البطالة في المنطقة من أعلى نسب العالم حيث تصل هذه النسبة عالمياً إلى 5.7%، لذا هي تتطلّب تكثيف الإصلاحات لتنمية الاقتصاد وتأمين فرص للعاطلين من العمل وخصوصاً جيل الشباب. إلى ذلك، يشار إلى أن تحسينات السنوات الماضية كانت نتيجة مشاركة عظيمة من القطاع الخاصّ، لكن المنطقة تواجه اليوم تحدياً لموافقة النمو المطّرد في عدد السكان وقوّة العمل وكيفيّة تأمين الوظائف لمن يوشكون على دخول سوق العمل، وخصوصاً الشباب الذين تبلغ نسبتهم 50% من العاطلين من العمل في العالم العربي، فإذا أرادت الدول العربيّة مواجهة ذلك التحدّي وتقليل البطالة إلى النصف، فعليها خلق قرابة 40 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020.