الجزائر ـ حسين بوصالح
أكدت دراسة حديثة لـ"المعهد الوطني للصحة العمومية الجزائرية"، زيادة نسبة العنف ضد المرأة داخل الأسرة أو في أوساط العمل، لافتة إلى أن ثلث الجزائريات اللواتي تجاوزن الـ55 عامًا يتعرضن بصورة واضحة إلى التعنيف من قبل أبنائهن. وشملت الدراسة عينة تتكوّن من 1000 امرأة تعرضن للعنف، وتم استجوابهن عن المتسبب الرئيسي في الاعتداءات التي تطالهن، فتبيّن أن نحو 50% يكون التعنيف من طرف معارفهن وأقربائهن، خصوصًا الأبناء، فيما أشارت الدراسة إلى أن "الظاهرة عرفت انتشارًا كبيرًا في الآونة الأخيرة". وأفادت الدراسة، أن "ثلث النساء اللواتي تجاوزن الـ55عامًا يتعرضن بصورة واضحة إلى التعنيف من قبل أبنائهن، أما غير المتزوجات فيتعرضن إلى التعنيف من قبل أشقائهن، وغالبًا ما تتسبب هذه الاعتداءات في عاهات و تشوهات جسدية، في حين لا يمثل الاعتداء النفسي سوى نسبة 1 من 20 حالة"، بحسب الدراسة. وأكدت الدراسة أن "هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع الجزائري، واستفحلت بشكل كبير، مخلفة العديد من الظواهر الاجتماعية كالتسوّل والدعارة والتشرّد، نتيجة الخروج من البيت". ومن ناحيتها، أرجعت رئيسة "المرصد الوطني لحماية المرأة الجزائرية"، لـ "العرب اليوم"، شافعة جعفري، أسباب تزايد العنف في أوساط النساء إلى "رجعية المجتمع، وغياب الوازع الديني، وعدم الفهم الصحيح للإسلام الذي قدّس مكانة المرأة"، مشيرة إلى أن "هشاشة المنظومة القانونية تجاه حماية المرأة فتح الأبواب على مصراعيه لتفشي هذه الجريمة غير الأخلاقية". وكانت الجزائر رفضت في وقت سابق المصادقة على اتفاقيات دولية خاصة بحقوق المرأة وأحصت البلاد عام 2011 أكثر من 12 ألف امرأة معنفة، وهو رقم مرشح إلى الارتفاع في حالة لم يتم تدارك الوضع لحماية هذه الفئة